الأمن الغذائي .. د. حمدي الموافي يكشف عن طفرة الأرز الهجين وأثرها في تعزيز الإنتاج الوطني

تُعتبر زيادة إنتاجية الأرز في مصر من أهم الأولويات الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي، حيث يشكل الأرز الهجين والتقنيات الزراعية الحديثة حجر الزاوية في هذه الطفرة الزراعية الطموحة. يُطلق على هذا المشروع القومي لإنتاج الأرز الهجين لقب “التحول الزراعي الذي يعيد رسم خريطة إنتاج الأرز في مصر”، مع توقع تحقيق زيادة في الإنتاجية بنسبة تتجاوز 25%، إلى جانب تعزيز مقاومة المحصول للآفات والتغيرات المناخية.

لماذا يُعتبر الأرز الهجين هو مفتاح زيادة إنتاجية الأرز في مصر؟

الأرز الهجين هو الابتكار الأكبر في تكنولوجيا إنتاج الأرز، إذ يعتمد على تهجين صنفين متباعدين وراثياً مما يُنتج جيلاً أولاً ذا قوة هجين تزيد من محصوله بنسبة تتخطى 25%، مع مقاومة قوية للآفات والأمراض، والقدرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة، ويُعرف هذا الأسلوب بـ«تجميع الجينات». في مصر، وبالاشتراك مع الصين والهند، تم استنباط سلالات محلية من الأرز الهجين عالية المحصول ورفيعة الحبة، كما تم تطوير سلالات «سوبر» قصيرة الحبة تجاوزت إنتاجيتها 5 أطنان للفدان، وهو إنجاز فريد على المستوى العالمي.

تاريخ المشروع القومي وأهدافه لتعزيز إنتاج الأرز الهجين في مصر

انطلق المشروع عام 1995 عقب دورة تدريبية بمعهد الأرز الدولي في الفلبين، حيث تم تسجيل أول هجين محلي «هجين مصر 1» عام 2005، حقق إنتاجاً يفوق 5.5 طن للفدان ولكنه لم يُعمم حينها. في 2015، دخل المشروع مرحلة جديدة بدعم من أكاديمية البحث العلمي بهدف تسويق الأرز الهجين، وتم تسجيل أكثر من 15 تركيبة وراثية متطورة مثل «هجين مصر 3» و«هجين بسمتي 11» وأصناف «السوبر» الحائزة على جوائز عالمية، مع توصية بإنشاء مركز تميز لتكنولوجيا الأرز الهجين يسهم في رفع إنتاجية المحصول وتعميم التكنولوجيا.

مركز التميز الدولي ودوره في رفع إنتاجية الأرز وتقليل آثار التغير المناخي

يمثل مركز التميز الدولي لأبحاث إنتاج الأرز الهجين نقلة نوعية في مواجهة التحديات التي تواجه محصول الأرز في مصر، حيث استطاع المركز تطوير أصناف عالية الإنتاجية تتجاوز الإنتاجية التقليدية بنسبة تصل لـ 30% مع توفير 30% من مياه الري، بالإضافة إلى مواجهة مشكلات الملوحة والتغيرات المناخية التي تحد من الزراعة. يعمل المركز ضمن خمسة أقسام متخصصة تشمل تربية الأرز الهجين، التكنولوجيا الحيوية، إنتاج التقاوى، مقاومة الآفات، والإرشاد الزراعي، وهي تسهم مجتمعة في جعل مصر مركزاً إقليمياً لنقل وتصدير تكنولوجيا الإنتاج الزراعي المتقدمة. كما أن الابتكارات الحديثة مثل تقنيات تحرير الجينات والذكاء الاصطناعي والممارسات الزراعية الذكية تلعب دوراً محورياً في تقليل الانبعاثات البيئية الناتجة عن زراعة الأرز والحفاظ على الاستدامة البيئية.

اسم الصنف الإنتاجية (طن/فدان) السمات المميزة
سخا سوبر 300 أكثر من 5 مقاومة عالية، توفير مياه، حائز على جوائز
جيزة بسمتي 201 متوسطة إلى عالية بسمتي محلي، يناسب ذوق المستهلك المصري
الهجين المصري 3 (EHR3) مرتفع انتاجية عالية، مقاومة للتغيرات المناخية
هجين بسمتي 11 (EBHR11) مرتفع بسمتي هجيني، جودة عالية

تمكنت هذه الأصناف من رفع إنتاجية الأرز في مصر بشكل ملحوظ وأدت إلى زيادة الدخل القومي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، خاصة في أصناف الأرز البسمتي. رغم النجاح، تواجه نشر أصناف الهجين تحديات بيروقراطية وتقنية تتطلب حلولاً مستدامة تضمن استمرارية التطور الزراعي.

يعكس المشروع القومي لإنتاج الأرز الهجين قدرة مصر على التحول إلى مركز إقليمي رائد في تقنيات إنتاج وتصدير بذور الأرز الهجين والتكنولوجيا الزراعية الحديثة، وذلك بدعم شراكات دولية ومبادرات استراتيجية، ما يضمن مواجهة التحديات الغذائية والبيئية التي تواجه البلاد. كما يشكل الاستخدام المبتكر للأرز الهجين والتكنولوجيا المتطورة مفتاحاً لخفض الانبعاثات الغازية، مما يجعل زراعة الأرز أقل تأثيراً بيئياً وأكثر إنتاجية ومستدامة على المدى الطويل.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة