تقلّبات متصاعدة.. ارتفاع أسعار الذهب عالميا يثير مخاوف المستثمرين ويعيد تشكيل السوق

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء بشكل طفيف، وسط توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية في كانون الثاني المقبل، ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، الذين يترقبون عن كثب صدور بيانات الوظائف الرئيسية في الولايات المتحدة خلال الساعات القادمة. هذا الارتفاع يشير إلى استمرار تحرك السوق نحو الذهب كخيار تحوط هام في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.

تطورات أسعار الذهب في الأسواق العالمية وتأثير توقعات الفائدة الأميركية

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.1% لتحقق 4304.92 دولار للأوقية، بينما استقرت العقود الآجلة الأميركية عند سعر 4333.20 دولار، مما يعكس حالة من الاستقرار النسبي مع ميل نحو الصعود، خاصة مع التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية خلال اجتماع كانون الثاني المقبل. خلال هذا العام، قفز الذهب بنسبة تجاوزت 64%، محققًا مستوى قياسيًا جعل منه أحد أفضل الأصول الاستثمارية أداءً في عام 2025 وسط حالة من التوترات الاقتصادية والسياسية التي تدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة لاستثماراتهم.

أداء المعادن النفيسة الأخرى وعلاقة تحركاتها بسوق الذهب

على الرغم من ارتفاع الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تقلبات متباينة؛ إذ انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% لتصل إلى 63.60 دولار للأونصة، بعد أن سجلت قفزة قياسية عند 64.65 دولار الأسبوع الماضي، لتغلق في نهاية الجلسة بانخفاض حاد يعكس حالة من جني الأرباح. من جانبها، ارتفعت أسعار البلاتين بنسبة 0.8% حيث بلغ سعر الأونصة 1797 دولارًا، بينما تراجعت أسعار البلاديوم بنسبة 0.3% لتصل إلى 1561.94 دولار، مما يعكس تأثيرات متباينة لعوامل العرض والطلب وأداء القطاعات الصناعية التي تعتمد عليها هذه المعادن.

العوامل المؤثرة على حركة أسعار الذهب والنتائج المتوقعة خلال الفترات القادمة

تعتبر توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية في كانون الثاني من أبرز العوامل التي تدعم ارتفاع أسعار الذهب، حيث يعمل خفض الفائدة على تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، معززًا مكانته كأصل آمن في السوق. كما ينتظر المستثمرون نتائج بيانات الوظائف الأميركية لتقييم الوضع الاقتصادي بدقة، حيث تسهم هذه البيانات في تحديد قوة الاقتصاد الأميركي وتأثيرها على تحركات الأسواق المالية وأسعار المعادن النفيسة بشكل خاص. في ظل هذه الظروف، يبقى الذهب محط اهتمام واسع من المستثمرين الباحثين عن استقرار وحماية لرؤوس أموالهم وسط حالة عدم اليقين الاقتصادية.