تراجع قوي .. الذهب يبتعد عن قمة شهرين قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية المهمة

ارتفع الين الياباني بقوة في السوق الآسيوية يوم الثلاثاء مقابل سلة من العملات، متوسعًا مكاسبه لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي، ليصل إلى أعلى مستوى له خلال أسبوعين، مستفيدًا من الضغوط السلبية التي يواجهها الدولار قبيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية الشهرية. تشير تحركات السوق إلى أن الين الياباني يحظى بإقبال متزايد مع قرب اجتماع بنك اليابان المرتقب خلال يومي الخميس والجمعة، حيث تتوقع الأسواق رفع أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس، في ثاني تعديل نقدي يشهده العام الحالي.

تطور سعر صرف الين الياباني مقابل الدولار وتأثير بيانات الوظائف الأمريكية

شهد سعر صرف الين الياباني اليوم تحسّنًا ملحوظًا، حيث تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.35% ليصل إلى 154.70¥، وهو الأدنى منذ الخامس من ديسمبر الجاري، مقارنة بسعر افتتاح اليوم عند 155.21¥، مع تسجيل أعلى مستوى عند 155.24¥ خلال الجلسة. جاء هذا الارتفاع بعد أن أنهى الين تعاملاته يوم الاثنين مرتفعًا بنسبة 0.4% مقابل الدولار، محققًا ثالث مكسب خلال أربعة أيام، وسط ضغوط تفكيك صفقات الكاري ين التي كانت تزيد من ضعف العملة اليابانية.

انخفض مؤشر الدولار يوم الثلاثاء بحوالي 0.1%، مستمرًا في خسائره للجلسة الثانية على التوالي، على وشك تجاوز أدنى مستوى له خلال شهرين، ما يعكس استمرار تراجع العملة الأمريكية مقابل مجموعة من العملات العالمية. تعود هذه الضغوط إلى نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي، التي جاءت أقل تشددًا مما توقعته الأسواق، مما أعاد بث الرهانات على إمكانية استمرار دورة خفض أسعار الفائدة خلال عام 2026. ويترقب المستثمرون صدور تقرير الوظائف الأمريكية لشهر أكتوبر، الذي تأجل بسبب إغلاق الحكومة الفيدرالية، ليشكّل دليلاً محورياً يعيد تقييم التوقعات الاقتصادية والسياسية تجاه الدولار.

تعزيز توقعات رفع أسعار الفائدة بنك اليابان واستراتيجيات الاقتصاد الياباني لعام 2026

يفتتح بنك اليابان المركزي اجتماعه الأسبوع الجاري لمناقشة السياسة النقدية المناسبة لتحديات ومستجدات الاقتصاد الياباني، وهو رابع أكبر اقتصاد عالميًا، وسط توقعات واسعة برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى مستوى 0.75%، وهو الأعلى منذ عام 2008، أي منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية. تركز الأنظار على تصريحات محافظ البنك، كازو أويدا، التي ستوضح مسار السياسة النقدية في 2026، خصوصًا في ظل توقعات توجه الحكومة اليابانية نحو مزيد من الإجراءات المالية التوسعية، مما يزيد من تعقيد المشهد أمام البنك المركزي عند اتخاذ قراراته.

عقب صدور بيانات التضخم والأجور الأخيرة، أصبح احتمال رفع البنك الياباني لسعر الفائدة هذه المرة مرتفعًا فوق 90%، حيث أشار المحافظ كازو أويدا إلى تفاؤله بتحسن الأوضاع الاقتصادية، مع دراسة معمقة لإيجابيات وسلبيات أي خطوة رفع خلال اجتماع السياسة النقدية القادم. وفقًا لتصريحات ثلاثة مسؤولين حكوميين لوكالة رويترز، فإن رفع أسعار الفائدة في ديسمبر يبدو مرجحًا جدًا، وهو ما يؤكد التوجه الحذر للبنك في مواجهة التحديات الاقتصادية.

توقعات المحللين للمسار المستقبلي لأسعار الفائدة في اليابان وسط ظروف اقتصادية متغيرة

يرى محللون في بنك «سوسيتيه جنرال» أن سعر الفائدة قد يرتفع حتى 1% بحلول يوليو من العام المقبل، مع احتمال إدخال البنك الياباني زيادة مرتقبة أثناء إعلان قراره يوم الجمعة. يشير المحللون إلى أن هذه الخطوة ستفتح مرحلة جديدة غير مسبوقة في السياسة النقدية اليابانية، تتطلب منه اتباع وتيرة متأنية، عبر زيادات تدريجية قدرها 25 نقطة أساس، مع مراقبة دقيقة لتأثير هذه الإجراءات على النمو الاقتصادي ومستويات الأسعار.

كما يتوقع خبراء السوسيتيه أن فاصلًا زمنيًا لا يقل عن تسعة أشهر إلى عام بين كل زيادة وأخرى في سعر الفائدة، وهو ما يعكس حرص البنك على تحقيق استقرار نسبي يوازن بين تشديد السياسة النقدية والحفاظ على ديناميكية الاقتصاد المحلي. من الناحية الفنية، يكسر سعر الدولار مقابل الين خط اتجاه رئيسي صاعد، ما يعكس تحولًا في الديناميكيات السوقية يعزز من فرص استمرار تفوق الين في الأمد القريب.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.