الفضة تفقد بريقها التاريخي.. تراجع مستمر وسط موجة جني الأرباح

يواصل ضعف أداء الدولار الأمريكي في سوق الصرف الأجنبي التأثير على تحركات أسعار الذهب التي تشهد تقلبات واضحة، وسط ترقب الأسواق لبيانات حاسمة قد تحدد مسار أسعار الفائدة الأمريكية بشكل أدق خلال الفترة القادمة.

تراجع أسعار الذهب وتأثير ضعف الدولار الأمريكي على السوق الأوروبية

شهدت أسعار الذهب في السوق الأوروبية تراجعًا يوم الثلاثاء، بعد ارتفاع استمر لستة أيام متتالية، مبتعدة عن أعلى مستوياتها خلال شهرين، إذ جاء ذلك نتيجة عمليات التصحيح وجني الأرباح من قبل المستثمرين، رغم أن ضعف أداء الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية حد من ضخامة الخسائر؛ فاستمرار تراجع الدولار يظل عاملاً محفزًا لصعود الذهب في الأسواق العالمية، نظرًا لعلاقة العكسية بينهما.

تأثير تقرير الوظائف الأمريكي على توقعات أسعار الفائدة الأمريكية والسياسة النقدية

تترقب الأسواق صدور تقرير الوظائف الأمريكية لشهر أكتوبر، الذي تأجل سابقًا بسبب إغلاق حكومي غير مسبوق في الولايات المتحدة، مع توقعات بأن يوفر معلومات مهمة عن قوة سوق العمل إذ يمثل مؤشراً رئيسياً لمسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال عام 2026؛ ويسلط هذا التقرير الضوء على مدى إحتمالية استمرار دورة خفض أسعار الفائدة الفيدرالية، فبعد اجتماع الفيدرالي الأخير، الذي جاء أقل تشددًا من توقعات الأسواق، تتزايد احتمالات خفض الفائدة مع بداية العام المقبل، خاصة في ظل استمرار ضعف أداء الدولار الأمريكي.

نظرة فنية وتوقعات أداء الذهب وسط تحركات السوق والدولار الأمريكي

تواجه أسعار الذهب تقلبات وسط الضغوط المستمرة التي يعاني منها الدولار الأمريكي، فيما يتوقع محللو السوق استمرار حالة التذبذب؛ ففي جلسة الاثنين، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.1% للجلسة الثانية على التوالي، ليقترب من أدنى مستوى له خلال شهرين، وهو ما يعزز فرص تعزيز مكاسب الذهب،، خاصة في حال تبيّن تقرير الوظائف استمرار ضعف سوق العمل. وبحسب تحليلات “تيم ووترر”، كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد، فقد يسهم ضعف الدولار في دعم أسعار الذهب، مع احتمالية تقليل الاحتياطي الفيدرالي عدد تخفيضات الفائدة المحتملة خلال العام المقبل.

كما يعد المستثمرون متابعين عن كثب صدور المزيد من البيانات الاقتصادية الأمريكية وتعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إذ تلعب هذه المعلومات دورًا رئيسيًا في إعادة تسعير توقعات أسعار الفائدة الأمريكية المقبلة. وقد تتغير هذه التوقعات بحسب قوة سوق العمل المعلنة حديثًا، مما يحدد هل يستمر الذهب في مكاسبه أو يواجه مزيدًا من التراجع.