رقائق أرز مي تراي .. تحفة وطنية تبرز فخر التراث وتعيد إحياء الأذواق الأصيلة

تعد رقائق أرز مي تري أحد المنتجات التراثية التي تواجه تحدي ندرة المواد الخام الأصلية، إذ كانت قرية مي تري تتمتع في الماضي بأراضٍ خصبة بين نهري نهوي وتو، حيث كان إنتاج أرز مي تري العطر المصنف من الأفضل في المنطقة. لكن الاحتياجات العمرانية السريعة حوّلت الأراضي الزراعية إلى مساكن ومرافق، مما دفع الحرفيين إلى استيراد المواد الخام لضمان استمرارية هذه الحرفة وتطويرها.

كيف تحافظ قرية مي تري على استمرارية الحرف من خلال استيراد المواد الخام

عندما نفدت الأراضي الزراعية في مي تري، انتقل الحرفيون إلى البحث عن مصادر بديلة للأرز في مناطق مجاورة مثل باك نينه وفوه ثو، ناقلين معهم صنف الأرز الدبق المميز “نِب كاي هوا فانغ”. لم يقتصر الأمر على النقل فقط، بل قاموا بتعليم أساليب الزراعة لضمان استمرارية جودة الأرز من حيث العطر واللزوجة، أحد أهم عوامل تميز رقائق أرز مي تري اللزجة. رغم تغير مكان المواد الخام، بقيت تقنيات التحميص والدق والغربلة محفوظة بين الأجيال، مما صاغ ورشة عمل صناعية نابضة بالحياة تدعم إرث الحرفة وتوسع نطاقها الحيوي.

التحول الصناعي والتحديث في صناعة رقائق أرز مي تري اللزجة وتأثيره على السوق

استجابةً للطلب المتزايد، اعتمد سكان مي تري على أتمتة عمليات التحميص والطحن والدق والتعبئة، محلّين الجهد اليدوي بآلات حديثة. ساعدت تقنية التجميد الصناعية في حفظ رقائق الأرز لفترات طويلة دون المساس بجودتها، مما أنهى الطابع الموسمي للمنتج وفتح السوق على مدار العام، خصوصًا خلال الأعياد والمناسبات. مع ذلك، تواجه القرية تحديات مثل ضوضاء الآلات وضيق المساحات الإنتاجية بين التجمعات السكنية، مما يحث على تبني تخطيط مستقبلي أكثر انتظامًا. هذا التطور الصناعي لا يعني تراجع الحرفة التقليدية، بل يوفر فرصة لاستدامتها وتعزيزها كمصدر رزق رئيسي.

بناء الهوية التجارية والتوسع الرقمي لمنتجات رقائق أرز مي تري اللزجة

على الرغم من مكانة نوع الأرز الفيتنامي كوم فونغ في تاريخ العاصمة، لعبت رقائق أرز مي تري دور المورد الصامت للسوق، حيث كانت مبيعاتها بالجملة بدون بناء علامة تجارية مميزة. بعد اعتماد الحرفة كتراث ثقافي غير مادي وطني عام 2019، بدأ الحرفيون في مي تري بإنشاء علامات تجارية خاصة تظهر على عبوات مصممة بعناية مثل “كوم فان” و”كوم فو شوا”، ما يعزز من هوية المنتج ويرفع من قيمته السوقية. رغم أن نسبة الشركات المستثمرة في ذلك لا تزال محدودة، يعكس هذا التطور رغبة واضحة في سرد قصة رقائق الأرز التي يصنعها الحرفيون بحب ومهارة، مؤكدين جودة المنتج دون الحاجة إلى استعارة سمعة خارجية.

دور التكنولوجيا في تعزيز تسويق رقائق أرز مي تري اللزجة وانتشارها محليًا وعالميًا

مع التحول التسويقي، استبدلت أكشاك البيع التقليدية منصات التواصل الاجتماعي ومواقع التجارة الإلكترونية، حيث يمكن طلب منتجات مي تري عبر فيسبوك وزالو وشوبي بسهولة باستخدام الهاتف الذكي. تتيح تقنية التعبئة بالتفريغ وصول المنتج طازجًا إلى مناطق بعيدة، مما يساعد أسرة قرية مي تري على توسيع نطاق عملها وتلبية طلب السوق العصرية التي تفضل الراحة مع الحفاظ على التراث. رغم اعتماد كثير من الشركات على شبكات اجتماعية ومجتمعية محدودة، فإن استخدام التكنولوجيا يفتح آفاقًا جديدة تعزز من مكانة رفائق الأرز في الأسواق المحلية والدولية.

العنصر التحدي الحل المتبع
المواد الخام الأصلية نضوب الأراضي الزراعية المحلية استيراد الأرز من باك نينه وفوه ثو وتعليم الزراعة
عمليات الإنتاج الاعتماد اليدوي والقدرة المحدودة أتمتة التحميص والدق وطحن التعبئة
تسويق المنتج غياب الهوية والعلامة التجارية تطوير عبوات مميزة وبناء علامات تجارية خاصة
التوزيع محدودية الوصول إلى الأسواق الحديثة استخدام التجارة الإلكترونية والتغليف بالتفريغ

تجربة قرية مي تري على ما تواجهه من تحديات عمرانية واقتصادية تُبرز قوة التكيف وصمود الحرفيين في الحفاظ على تراث رقائق الأرز اللزجة. من التوسع الصناعي إلى تدويل التسويق، يثبت قلب هانوي نبضه بحرفية تدرك قيمة الماضي وتستثمر في المستقبل بما يحقق استدامة منتج يعبق بعبير التراث وبراعة التقنية الحديثة.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة