رغم الضغوط الاقتصادية.. المصريون يحتفلون برأس السنة على قد اللحاف ويواجهون الارتفاعات بابتسامة

احتفل المصريون برأس السنة بأفكار مبتكرة تعكس التوفير والاقتصاد، حيث أصبح شراء الربع كيلو من اللحوم أو الأرز والخضروات خطوة عملية تعكس ذكاءً في مواجهة ارتفاع الأسعار التي أثرت على ميزانيات الأسر؛ هذا التوجه المتزايد يبرز كيف يمكن التمتع بفرحة بسيطة بدون إفراط أو تبذير.

كيف يمكن للربع كيلو من اللحوم والأرز أن يحقق فرحة رأس السنة بميزانية محدودة؟

في أسواق القاهرة مثل سوق سليمان جوهر بالدقي، تأقلمت الأسر مع واقع ارتفاع الأسعار عبر تقليل الكميات المعتادة التي كانت تُشتَرَى، لتصبح ربع كيلو من اللحوم كافية لتحضير وجبة متكاملة تضفي الطابع الاحتفالي على المناسبة؛ تقول «أم أحمد»: «كنت أشتري كيلو كامل، لكن الآن ربع كيلو يكفيني؛ أوزعه مع الخضار لكل الأسرة». هذه الطريقة أصبحت سرًا في شد انتباه كثير من الأسر التي تبحث عن طريقة للاحتفال برأس السنة بشكل يراعي ميزانيتها، والابتعاد عن شراء كميات كبيرة قد لا تستهلك بالكامل.

أفكار مبتكرة لإعداد مائدة رأس السنة باستخدام الربع كيلو والاحتفال مع العائلة والأصدقاء

لا تقتصر حيلة التوفير على تقليل كمية اللحوم فقط، بل ظهر بديل صحي واقتصادي بالاعتماد على العدس والفول، كما يشير «عم حسن»: «أنا أركز على العدس والفول بدل اللحوم الكثيرة، والربع كيلو يكفي لإسعاد الأطفال». بالإضافة إلى ذلك، تتجه ربات المنازل لإعداد أطباق رئيسية مع خضار وشوربة اقتصادية تُشبع الجميع، بحسب «منى» التي توضح: «كنت أحرص على أطباق متعددة، أما الآن فطبق واحد مع الخضار والشوربة كافٍ». أما أسلوب الاحتفال ذاته فقد شهد تغييرًا، فالكثيرون يختارون حضور «الديش بارتي» حيث يحضر كل ضيف طبقًا خاصًا، مما يخفف العبء المالي ويزيد من المشاركة والود بين الحضور، كما تقول «أمينة»: «كل واحد يجيب طبق، والفرحة بتكون للجميع».

تأثير تقليل الكميات على الأسواق وسلوك المستهلكين خلال موسم رأس السنة في مصر

لاحظ الباعة في الأسواق هذا التغير في سلوك المستهلكين؛ يقول «أحمد يشير»: «الزبائن يسألون عن السعر قبل الشراء، ويأخذون كميات صغيرة مثل ربع كيلو أو أقل، وحتى الفاكهة تُشترى حبة أو اثنتين فقط». هذا التوجه يعكس حاجة الطبقة المتوسطة لتقييد المشتريات اليومية والتركيز فقط على الضروريات في ظل الغلاء المستمر؛ يضيف «محمد» الموظف الحكومي: «أسعى لإسعاد من حولي حتى بميزانية بسيطة لأن الفرح لا ينبغي أن يكون عبئًا». في الواقع، ساعد هذا الأسلوب على تعزيز شعور التعاون والتسامح بين الجيران والأصدقاء، مع تبادل الأطعمة وتقسيم النفقات، مما يخلق جوًا مريحًا ومشتركًا يعزز روح المشاركة والفرحة الحقيقية.

النوع الكمية التقليدية الكمية الجديدة (توفير) الأثر
اللحوم كيلو كامل ربع كيلو توفير في التكلفة مع الحفاظ على روح الاحتفال
الأرز والخضروات كميات كبيرة كميات متوازنة مع اللحوم/البقوليات تحضير وجبات مشبعة واقتصادية
العدس والفول غير معتاد الاحتفال بها بديل رئيسي للحم للحفاظ على التكلفة وجبات صحية ومعقولة التكلفة

إن التعامل الذكي مع الميزانية وعدم الاستسلام لضغوط الأسعار ساعد المصريين على إعادة صياغة احتفالات رأس السنة لتتناسب مع الظروف الاقتصادية، بإيمان راسخ بأن الفرح الحقيقي ينبع من الابتكار والبساطة في اختيار كل طبق وكل مشاركة؛ وهكذا، ظلت ليلة “الربع كيلو” رمزًا للتوفير والاحتفال المتوازن الذي يعكس حالة مرنة وصبورة للمجتمع في مواجهة التحديات الاقتصادية.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة