تراجع عقود فول الصويا الأمريكية .. انخفاض لأسفل مستوى 6 أسابيع وسط وفرة المحصول البرازيلي ومخاوف التصدير

شهدت أسعار العقود الآجلة لفول الصويا في بورصة شيكاغو انخفاضًا ملحوظًا، ليصل التداول إلى أقل مستوياته خلال ستة أسابيع، جراء تسييل كميات كبيرة من العقود الطويلة بسبب المخاوف المتزايدة بشأن تباطؤ الطلب التصديري على الإمدادات الأمريكية، خصوصًا مع اقتراب موسم حصاد محصول برازيلي ضخم وعالي الإنتاجية. هذا التراجع لم يقتصر على فول الصويا فقط، بل امتد إلى أسعار عقود الذرة والقمح التي تراجعت بدورها متأثرة بزيادة المعروض العالمي من الحبوب.

تراجع أسعار عقود فول الصويا في بورصة شيكاغو وتأثيره على السوق الزراعية

استقر سعر عقود فول الصويا لشهر يناير في بورصة شيكاغو على انخفاض بحوالي 16.75 سنت، مغلقًا عند 10.7675 دولار للبوشل، بعدما سجل أدنى قيمة له عند 10.7575 دولار، وهو المستوى الأدنى منذ الثلاثين من أكتوبر الماضي، مما يعكس ضعفًا واضحًا في تحركات الطلب الأمريكي على الصويا. كما هبطت عقود الذرة لشهر مارس بأكثر من 5 سنتات إلى 4.4075 دولار للبوشل، بينما انخفضت عقود القمح لنفس الشهر بحوالي 4.25 سنت لتصل إلى 5.2925 دولار للبوشل. يشير هذا التحرك الجماعي في الأسعار إلى تأثير زيادة المعروض وسط مخاوف تراجع الطلب التصديري.

مخاوفات المتداولين حول انخفاض الطلب التصديري لفول الصويا الأمريكي بسبب الإنتاج البرازيلي

تُعتبر عقود فول الصويا الأكثر تضررًا من حيث نسبة الانخفاض، إذ يخشى المتداولون ضيق فرص التصدير الأمريكي مع اقتراب المزارعين البرازيليين من بدء جني موسم حصاد فائق الغزارة، ما قد يحدّ من الطلب المتجه إلى الصويا الأمريكي. رغم إعلان وزارة الزراعة الأمريكية عن بيع 132 ألف طن من فول الصويا للصين يوم الجمعة، ضمن سلسلة من الحجوزات المتواصلة منذ أواخر أكتوبر، يتزايد القلق من جفاف الطلب الصيني بمجرد توفر الإمدادات من أمريكا الجنوبية، مما يضع صناع السوق أمام تحديات كبيرة.

تأثير الخصومات البرازيلية وحجم المحصول على مستقبل صادرات الصويا الأمريكي

أوضح دان باس، رئيس شركة “أغري سورس” في شيكاغو، أن ارتفاع حجم المحصول البرازيلي والخصومات السعرية التي يقدمها يصعب منافستهما في الأسواق العالمية، متسائلاً عمن سيكون المستورد المحتمل للصويا الأمريكي بمجرد أن تنهي الصين حجوزاتها، وهو ما يعكس حالة من الغموض بشأن الطلب التصديري الأمريكي في الفترة المقبلة. تؤكد هذه العوامل معًا أن موسم الحصاد البرازيلي المرتقب سيُحدث ضغوطًا إضافية على أسعار فول الصويا في الأسواق العالمية، خاصة في ظل وفرة العرض وتراجع الطلب.

العديد من العوامل تتضافر لتسمح بفهم حركة أسعار فول الصويا وآفاقها خلال الأشهر القادمة؛ من أهمها الزيادة المتوقعة في الإنتاج البرازيلي، بجانب الطلب المتذبذب من السوق الصيني، حيث يتابع الفاعلون في السوق عن كثب حجم المحصول القادم وأسعار المنافسة، ما يعزز حالة الترقب والتقلب في السوق. يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية استجابة الطلب الأمريكي والعالمي لهذا المنحنى الهبوطي وتأثيره على مستقبل صادرات فول الصويا.