أسعار الصرف تهتز بشدة في عدن وحضرموت.. الدولار يرتفع إلى 1632 ريال ويزيد أعباء المواطنين

ارتفعت أسعار صرف الدولار الأمريكي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث وصل سعر الدولار في أسواق عدن وحضرموت إلى 1632 ريال يمني، ما يعكس انهياراً مروعاً للعملة المحلية وتدهور القوة الشرائية للمواطن اليمني بشكل كبير. في ظل هذا المشهد، لا يتجاوز راتب موظف حكومي في اليمن قيمة 30 دولارًا فقط، ويضطر الناس لحمل أكياس مليئة بالأوراق النقدية لشراء احتياجاتهم الأساسية.

تذبذب أسعار الدولار الأمريكي مقابل الريال اليمني وأثره على السوق المحلية

تشهد أسواق الصرافة في عدن وحضرموت حركة متقلبة على سعر الدولار الأمريكي الذي يتراوح بين 1617 و1632 ريال يمني، فيما يستقر الريال السعودي في حدود 425 إلى 428 ريالًا يمنيًا، مما يخلق حالة من الضبابية وعدم الاستقرار في السوق. يروي عبدالله الحضرمي، صراف محلي، أن المواطنين لم يعودوا يحسبون أموالهم بالدولار، بل بدأوا يعدونها بالحقائب المليئة بالنقود، وهذا يعكس حجم الأزمة الاقتصادية. وتضيف أم محمد، موظفة حكومية، أن راتبها الشهري البالغ 50 ألف ريال لا يكفي حتى لشراء 30 دولارًا، مما يجعل توفير الاحتياجات الأساسية لعائلتها تحديًا يوميًا.

انهيار الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي وتأثيره الاقتصادي والاجتماعي منذ 2015

منذ بداية النزاع في عام 2015، انخفض سعر الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي من 215 إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 1600 ريال، مسجلاً تراجعًا كارثيًا بنسبة تقارب 755% خلال ثماني سنوات. أدى هذا الانهيار إلى دمار الاقتصاد بسبب تدمير البنية التحتية ونقص النفط وارتفاع معدلات التضخم التي تقلص من قوة الشراء للمواطنين. يحذر الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد السياغي من احتمالية وصول سعر الدولار إلى 2000 ريال إذا لم يتم تدخل دولي عاجل، مما قد يزيد من أعباء الأزمة.

تداعيات انهيار سعر الدولار الأمريكي على حياة اليمنيين وتحديات المستقبل الاقتصادي

انعكس ارتفاع سعر الدولار على حياة الأسر اليمنية التي باتت تكافح من أجل الحصول على المنتجات الأساسية، فالأمهات مثل أم ثلاثة أطفال تحتاج راتبها كاملاً لشراء علبة حليب مستوردة، والمغتربون يشاهدون تحويلاتهم المالية تتآكل دون حول ولا قوة. كما ازدادت موجة الهجرة بين الشباب الباحثين عن فرص أفضل في الخارج، في حين ينصح المتخصصون بتحويل المدخرات إلى الذهب أو العقار كسبيل للحفاظ على القيمة بعيدًا عن تقلبات الريال اليمني. يقف الاقتصاد اليمني على حافة الانهيار، بين أمل محدود يلوح به بعض التجار الذين يتوقعون تغيرات في الأسعار، ويأس كبير يعيشه عامة السكان.