صعود مثير .. الذهب يتعافى قرب 4220 دولارًا مع خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة

شهدت أسعار الذهب استقراراً ملحوظاً بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة مجددًا، مما أثّر بشكل مباشر على تحركات الذهب والفضة في السوق العالمي لهذه المعادن النفيسة.

تأثير خفض الفائدة على أسعار الذهب والفضة في الأسواق العالمية

بعد أن خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة للمرة الثالثة خلال العام الحالي، شهد سعر الذهب الفوري ارتفاعًا طفيفًا ليصل إلى 4212.13 دولارًا للأونصة، مع تسجيل العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير زيادة بنسبة 0.2% لتبلغ 4242.5 دولاراً للأونصة، ما يعكس رد فعل السوق تجاه هذا القرار الاحتياطي؛ إذ ساعدت هذه الخطوة في تقليل تكاليف الاقتراض وتشجيع المستثمرين على الاتجاه نحو الأصول الثابتة كالذهب. أما سعر الفضة فقد تذبذب قرب مستويات قياسية، مستقرًا عند 60.64 دولارًا للأونصة بعد تسجيله لمسار جديد عند 61.61 دولاراً في وقت سابق من التداولات.

الطلب الصناعي المرتفع ودوره في صعود سعر الفضة بنسب قياسية

لم يقتصر تأثير خفض أسعار الفائدة على الذهب فحسب، بل ساهم بشكل واضح في دفع سعر الفضة الفوري للازدياد بنسبة 0.7% ليصل إلى 61.11 دولارًا للأونصة، مدفوعًا بتنامي الطلب الصناعي وانخفاض المخزونات في الأسواق، إضافة إلى تصنيف الولايات المتحدة للفضة كمعدن مهم وضروري في الصناعات. وقد شهد سعر الفضة قفزة قوية بنسبة 112% منذ بداية العام الحالي، وهو ما يعكس حالة شح المعروض الفعلي في السوق، مما يستقطب المزيد من المضاربين ومتتبعي الاتجاهات الصاعدة.

البيانات الاقتصادية الأمريكية وتوقعات المستثمرين تجاه قرارات الفيدرالي القادمة

دعم ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في أسبوع وكذلك ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، الثقة في قوة سوق العمل الأمريكي، خصوصًا بعد كشف وزارة العمل عن ارتفاع الوظائف الشاغرة إلى 7.67 مليون وظيفة في أكتوبر، متجاوزة توقعات السوق. في ظل هذه المعطيات، أعرب المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض عن إمكانية خفض معدلات الفائدة بشكل إضافي مع الإشارة إلى تقلب المسار إذا ارتفع التضخم، فيما يقدّر المستثمرون احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة 88.6% في قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الذي يصدر اليوم، وهذا بدوره يدعم الأصول غير ذات العائد مثل الذهب والفضة.

تشكّل هذه التطورات في أسعار الذهب والفضة انعكاسًا مباشرًا لقرارات السياسة النقدية الأمريكية وتأثيراتها المتعددة على الأسواق؛ إذ ساعدت خفض الفائدة في تعزيز الطلب على المعادن النفيسة التي تعد ملاذًا آمنًا في ظل التذبذبات الاقتصادية؛ خاصة مع استمرار تعزز سوق العمل الأمريكي وارتفاع مؤشر الدولار وعوائد السندات. من جهة أخرى، لا تزال المخزونات المحدودة والطلب الصناعي المتنامي عوامل أساسية تدفع أسعار الفضة إلى مستويات غير مسبوقة، مما يجعل مراقبة تحركات الفيدرالي الأمريكي عنصراً محورياً في توقعات أسعار المعادن النفيسة بشكل عام.