تغييرات مفاجئة .. التوقيت الشتوي وتأثيره العميق على صحتنا بعد تبديل التوقيت الصيفي

تغيير التوقيت الصيفي يؤثر بشكل واضح على الصحة النفسية والجسدية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم الساعة في الربيع أو تأخيرها في الخريف. هذا التغيير الموسمي يؤدي إلى اضطراب في الساعة البيولوجية، مما يزيد من مخاطر النوبات القلبية، الحوادث المرورية، واضطرابات النوم والاكتئاب.

التأثيرات الصحية لتغيير التوقيت الصيفي وتأخير الساعة في الخريف

يرتبط تأخير الساعة في الخريف بزيادة فرص الإصابة بنوبات الاكتئاب، رغم أنه يمنح الناس ساعة نوم إضافية ظاهريًا; إذ تشير الدراسات إلى أن العديد لا يستغلون هذه الساعة بالكامل، حيث يزداد النوم فقط حوالي 33 دقيقة يوم الأحد الذي يلي تعديل التوقيت مقارنة بالأحد السابق، مع استمرار فقدان النوم خلال بقية أيام الأسبوع. وقد وجد باحثون دانماركيون أن معدل الإصابة بنوبات الاكتئاب الشديدة يرتفع بنسبة 11% خلال الأسابيع العشرة التي تلي تغير التوقيت في الخريف، مما يدل على وجود تأثير نفسي سلبي واضح. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن تأخير الساعة يأتي بفوائد صحية، منها شعور الأفراد بطاقة أكبر وتحسن في المزاج، وفق دراسة شملت 30 ألف شخص على مدى 30 عامًا.

مخاطر تقديم التوقيت الصيفي وتأثيره على الساعة البيولوجية والصحة

تقديم التوقيت في الربيع يمثل تحديًا أكبر للصحة العامة، إذ يؤدي فقدان ساعة نوم كاملة إلى ازدياد معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية، والحوادث المرورية. أظهرت دراسات عالمية زيادة بنسبة 4% في حدوث النوبات القلبية بعد بدء التوقيت الصيفي، إضافةً إلى زيادة في معدلات السكتات الدماغية والحوادث المرورية المميتة التي ترتفع بمعدل 6% بسبب فقدان النوم. السبب الرئيسي يكمن في اضطراب الساعة البيولوجية للجسم، حيث تعتمد الغدة الصنوبرية على مستوى الضوء لتنظيم إفراز الميلاتونين والكورتيزول، ما يؤثر على النوم والاستيقاظ; إذ يجعل ضوء الشمس الممتد مساءً من الصعب على الجسم إنتاج الميلاتونين، بينما الظلام الصباحي يدفع الأشخاص للنهوض قبل أن يستيقظوا بشكل طبيعي.

تأثيرات تغيير التوقيت على العاملين بنظام الورديات وسكان مناطق الأطراف الزمنية

العاملون بنظام الورديات يعانون بشكل خاص من اضطرابات الساعة البيولوجية ويواجهون معدلات مرتفعة من الأمراض النفسية والجسدية مثل السكري، السمنة، وأمراض القلب، كما يتراجع متوسط أعمارهم مقارنة بغيرهم. حتى الأفراد الذين يعيشون في أقصى الطرف الغربي لنطاق التوقيت يعانون من اضطراب يمتد لحوالي ساعة في ساعة أجسامهم البيولوجية، ما يضعهم في مخاطر صحية مشابهة. ويؤكد علماء النوم أن أي تعديل ساعتين يخلق انحرافًا يؤثر على رفاهية الملايين، حيث يطالب النظام الأشخاص بالعيش ساعة كاملة بانسجام غير طبيعي مع توقيت أجسامهم الداخلية، ما يزيد من الأمراض التي يمكن تجنبها.

نوع التوقيت شهر التغيير تأثير النوم تأثيرات صحية
تقديم التوقيت الصيفي مارس – بداية الربيع فقدان ساعة نوم كاملة زيادة النوبات القلبية، السكتات الدماغية، الحوادث المرورية
تأخير التوقيت الشتوي أكتوبر – بداية الخريف زيادة نوم بحوالي 33 دقيقة فقط ارتفاع نوبات الاكتئاب، تحسن المزاج لدى البعض

إن العمل بتغيير التوقيت يجعل الأفراد يعيشون في انحراف وخلل بين ساعتهم البيولوجية والوقت الرسمي، وهو ما يؤثر على جودة النوم وصحة الجسم والعقل. أما إلغاء التوقيت الصيفي، ففي أوروبا لم يُنفّذ حتى الآن بسبب تباين الآراء بين الدول؛ حيث تفضل أغلبها التوقيت الصيفي رغم أن العلماء يميلون للتوقيت الشتوي كأفضل خيار صحي. وبينما نستعد لإرجاع عقارب الساعة في الخريف، يبقى طول ساعات الليل فرصة طبيعية تساعد على تحسين نوعية النوم وتعزيز الراحة التي يحتاجها الجميع.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.