الذهب في طريقه لاختراق 5000 دولار .. جريدة إسكان مصر تكشف تأثير خفض الفيدرالي للفائدة على الأسعار العالمية

خفض الفائدة من الفيدرالي الأمريكي يعزز فرص اختراق الذهب لمستوى 5000 دولار في 2026

شهد سوق الذهب دعمًا قويًا من قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مما جعل المعدن النفيس أكثر جاذبية كخيار آمن في ظل التوترات الاقتصادية العالمية والتوقعات بتزايد التضخم، وهذا ما أكد عليه جون لوكا، رئيس مجلس إدارة شركة «جولد إيرا» للاستثمار وتجارة الذهب، مشيرًا إلى أن هذا القرار سيدفع أسعار الذهب للاختراق نحو 5000 دولار للأوقية خلال العام المقبل.

تأثير خفض الفائدة على أسعار الذهب واستقرار السوق

خفض الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة إلى نطاق 3.50% – 3.75% جاء في قرار يحمل انعكاسات مباشرة على سوق الذهب؛ إذ يعكس الانقسام الكبير داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي حالة من التردد في السياسة النقدية مما يرفع من أهمية الذهب لأصحاب المحافظ الاستثمارية. يُذكر أن 9 من أعضاء الفيدرالي دعموا خفض الفائدة، بينما عبّر 3 منهم عن تحفظهم، ما يظهر تباينات قد تؤثر في تحركات السوق المالية، لكن بشكل عام يعزز هذا التوتر اهتمام المستثمرين بالمعدن الأصفر كملاذ آمن. إذ يزيد الطلب على الذهب في بيئة اقتصادية غير متوقعة ممزوجة بتباطؤ نمو الوظائف وارتفاع نسب بطالة طفيفة، مما يدعم الطلب على الذهب وسط انعدام اليقين في الأصول الأخرى.

دور برنامج مشتريات أذون الخزانة في تعزيز الذهب كاستثمار آمن

أعلن الفيدرالي عن برنامج جديد لمشتريات أذون الخزانة قصيرة الأجل بقيمة 40 مليار دولار شهريًا، بما يضمن مستويات سيولة مناسبة في الأسواق المالية. هذا التيسير الكمي يجذب المزيد من السيولة، ويقلل من تكلفة الفرصة البديلة لاقتناء الذهب، مما يجعل المعدن أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن حفظ رأس المال وتجنب مخاطر انخفاض قيمة الأصول الأخرى. وفي هذا الإطار، يرى لوكا أن هذا الدعم السيولي يعزز موقع الذهب كخيار آمن ومحافظ على القيمة، خصوصًا في فترة تتسم برغبة المستثمرين في تخفيف المخاطر.

مرونة السياسة النقدية وأثرها على الطلب العالمي على الذهب

شهد بيان الفيدرالي تعديلًا هامًا في لغة التوجيهات المستقبلية من “عند النظر في تعديلات إضافية” إلى “عند النظر في مدى وتوقيت التعديلات الإضافية”، وهو تعبير عن مرونة أكبر في استجابة البنك المركزي للمعطيات الاقتصادية الوافدة. هذه المرونة تحفز توقعات تقلبات أكبر في الدولار الأمريكي، ما ينعكس إيجابيًا على أسعار الذهب. كما أن الانقسام في آراء أعضاء الفيدرالي يعكس حالة من عدم اليقين، مما يدفع المستثمرين للتماسك حول الذهب كملاذ آمن وسط هذه التقلبات. من جهة أخرى، أدت مؤشرات الاقتصاد التي تشمل تباطؤ نمو الوظائف وارتفاع طفيف في البطالة إلى تقوية مكانة الذهب، إذ يرى لوكا أن الظروف الحالية تشكل بيئة مثالية يتعزز فيها الطلب على الذهب لتعزيز الحماية المالية.

المستقبل يشير إلى أن الذهب ما يزال خيارًا جاذبًا للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على قيمة أصولهم وسط بيئة اقتصادية متقلبة، كما أن مرونة الفيدرالي في تعديل السياسة النقدية تبقي السوق متيقظة للفرص، مما يحفز الطلب على المعدن النفيس خلال هذا العام وما يليه. هذه الديناميكية تدعم توقعات ارتفاع الذهب فوق مستوى 5000 دولار للأوقية، مع استمرار المستثمرين في تعزيز مراكزهم بما يوفر لهم أمانًا وثباتًا في مواجهة تحديات الأسواق المتغيرة.