تدفق الأموال الآسيوية.. ما سر جذب سوق السندات الخليجية لاستثمارات ضخمة؟
تُظهر سوق السندات الخليجية في 2025 تدفقًا متزايدًا لرؤوس الأموال الآسيوية، نتيجة تعزيز العلاقات الاقتصادية والمالية بين الخليج وآسيا، بينما تشهد اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة والصين حالة من الضبابية الاقتصادية.
أسباب جذب سوق السندات الخليجية لرؤوس الأموال الآسيوية
يتزايد الإقبال على سوق السندات الخليجية من قبل المستثمرين الآسيويين هذا العام بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل من أبرزها الاستقرار الاقتصادي النسبي في دول مجلس التعاون الخليجي، والنمو القوي المتوقع في المنطقة مقارنة بالاقتصادات العالمية الكبرى. بيانات مجموعة بورصات لندن تشير إلى ارتفاع إصدار السندات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 20% ليصل إلى 126 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، مقابل تباطؤ في الاقتصادات الأمريكية والصينية، وهو ما أدى إلى إعادة ترتيب المحافظ الاستثمارية الآسيوية. المستثمرون الصينيون أيضاً اتجهوا بكثافة نحو منطقة الخليج، حيث يضاعفون استثماراتهم في القروض والسندات، وهو انعكاس لشعورهم بالارتياح تجاه فرص النمو والأمان المالي بالمنطقة.
زيادة مخصصات المستثمرين الآسيويين في سوق السندات الخليجية
أدت زيادة الطلب من المؤسسات الآسيوية مثل صناديق التحوط وشركات إدارة الأصول إلى ارتفاع نسب تخصيصات الديون الخليجية بين المستثمرين الآسيويين خلال الفترة الأخيرة. وفقًا لريتيش أجاروال من بنك الإمارات دبي الوطني كابيتال، بلغ متوسط مخصصات الديون الخليجية لدى المستثمرين الآسيويين حالياً بين 15% و20%، مقارنة بـ5-7% في بداية 2024، مع تدفق رؤوس الأموال الصينية عبر مراكز رئيسية مثل هونغ كونغ وسنغافورة وماليزيا بالنسبة للصكوك. هذه المؤشرات تعكس توجهًا متزايدًا نحو اعتماد السوق الخليجية محطة رئيسية للاستثمارات المدرّجة في سوق السندات، مدعومة بأساسيات ائتمانية صلبة تسهل تسعير السندات بعوائد منخفضة تاريخيًا.
مزايا السندات الخليجية مقابل أدوات الدين الآسيوية والأمريكية
تقدم السندات الخليجية عوائد جذابة مقارنة بالديون ذات التصنيفات الائتمانية المماثلة في آسيا، حسب تشونغ جيون ييه من مجموعة (يو.أو.بي) لإدارة الأصول، حيث يبلغ فارق العائد على سندات الدولارات الخليجية بتصنيف BBB بين 10 و20 نقطة أساس أعلى من مثيلاتها في آسيا، في ظل انخفاض أسعار الفائدة في الصين مقارنة بالولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، يعتزم عدد من المقترضين الخليجيين إصدار سندات مقومة باليوان في السوق الصينية، وهو ما سيوفر فرصة لمزيد من تنويع التدفقات المالية. من الأمثلة المبكرة على ذلك، إصدار البنك الأهلي السعودي لسندات باليوان في أواخر 2024، بالإضافة إلى جمع إمارة الشارقة لملياري يوان في أكتوبر من نفس العام. كل هذه العوامل تجعل من سوق السندات الخليجية نقطة جذابة للاستثمار الآسيوي المتزايد.
| العامل | التأثير على سوق السندات الخليجية |
|---|---|
| ارتفاع إصدار السندات | زيادة بلغت 20% لتصل إلى 126 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من 2025 |
| زيادة مخصصات المستثمرين الآسيويين | متوسط تخصيص بين 15% و20% مقابل 5-7% في بداية 2024 |
| الأداء الاقتصادي الخليجي | نمو متوقع بنسبة 3.9% في 2025 و4.3% في 2026 |
| الفرق في العوائد | عائد أعلى بين 10 و20 نقطة أساس مقارنة بالسندات الآسيوية ذات التصنيف المماثل |
| إصدارات سندات اليوان | فتح أسواق جديدة تبلغ قيمتها أكثر من 20 تريليون دولار |
