قفزة مدوية .. أعلى سعر في تاريخ الفضة يربك بورصة نيويورك ويرسم مستقبل السوق المالي

قفز سعر الفضة فوق حاجز 60 دولارًا للأونصة لأول مرة في تاريخه، مما أثار سباقًا عالميًا بين المعادن الآمنة واستقطب اهتمام المستثمرين حول العالم بشكل غير مسبوق، خاصة خلال عام 2025 الذي شهد تغيرات جذرية في سوق المعادن الثمينة.

الفضة تصل إلى 60 دولارًا للأونصة وسط موجة صعود تاريخية

شهدت بورصة “كومكس” في نيويورك طفرة غير مسبوقة بعدما سجلت العقود الآجلة للفضة ارتفاعًا حادًا تخطى حاجز 60 دولارًا للأونصة، وهو أمر لم يحدث من قبل. أظهرت بيانات التداول المسائية ارتفاع السعر إلى 60.025 دولارًا عند الساعة 18:22 بتوقيت موسكو، قبل أن يواصل الارتفاع وصولًا إلى 60.28 دولارًا، مسجّلًا زيادة تجاوزت 3.21% في دقائق قليلة فقط. هذه القفزة القوية تعكس حالة من التفاؤل الكبير تجاه الفضة، التي عرفت حركة تصاعدية قوية منذ بداية العام.

أسباب ارتفاع الفضة وارتباطها بالمعادن الآمنة في 2025

الارتفاع السريع لسعر الفضة يعود إلى عدة عوامل مترابطة تجعل منها خيارًا مفضلًا للمستثمرين الباحثين عن المعادن الآمنة، حيث باتت الفضة أحد أسرع الأصول نموًا خلال العام الجاري مع زيادة تخطت 102% منذ مطلع 2025؛ متفوقة بذلك على الذهب والمعادن الأخرى. من أهم الأسباب التي تدفع هذا الصعود:

• التحول الكبير نحو الملاذات الآمنة نتيجة تقلبات الأسواق العالمية، مما يجعل الفضة أقل تكلفة وأيسر تداولًا من الذهب
• ارتفاع الطلب الصناعي عليها، خاصة في صناعات الخلايا الشمسية، السيارات الكهربائية، الإلكترونيات الدقيقة، وأنظمة الطاقة النظيفة
• تزايد الفجوة بين العرض والطلب مع نقص المعروض العالمي في مواجهة طلب متزايد ومستمر
• وضع الفضة ضمن قائمة “المعادن الاستراتيجية” في الولايات المتحدة الذي دفع لارتفاع الطلب الاستثماري والمؤسسي عليها

توقعات مستقبلية لسعر الفضة وتأثيرها على الأسواق العالمية

مع تجاوز الفضة لحاجز 60 دولارًا للأونصة، يتوقع المحللون استمرار وتيرة ارتفاعها خلال الفترة القادمة، خاصة مع خطط دول كبرى مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي لتوسيع استثماراتها في الطاقة النظيفة، مما يرفع الطلب الصناعي والاستثماري على الفضة. هذا المسار التصاعدي يعزز من مكانة الفضة ضمن قائمة المعادن الآمنة التي يُنظر إليها كملاذ مستقر في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية.