تراجع قوي.. أسعار فول الصويا تنخفض إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر بسبب تباطؤ المشتريات الصينية

تراجعت عقود فول الصويا في سوق شيكاغو إلى أقل من 11 دولارًا للبوشل، وهو مستوى لم تشهده منذ أواخر أكتوبر الماضي؛ ويرجع هذا الانخفاض إلى توقعات بأن الصين لن تشتري كميات كافية من فول الصويا الأميركي لدعم أسعار المحصول عند مستويات مرتفعة، رغم توقعات الحكومة الأميركية بزيادة المساحات المزروعة من فول الصويا في الموسم المقبل. كما شهدت عقود القمح والذرة انخفاضًا نتيجة الوفرة في الإمدادات العالمية، ما أثر بشكل مباشر على حركة الأسعار.

تأثير المشتريات الصينية على أسعار عقود فول الصويا في الأسواق العالمية

شهدت أسعار عقود فول الصويا تراجعًا بنسبة تجاوزت 6% من أعلى مستوى لها خلال 17 شهرًا، والذي سجل في الشهر الماضي عند 11.69 دولارًا، وذلك عقب اتفاق هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين أعادت المشتريات الصينية من فول الصويا الأميركي، إلا أن وتيرة شراء الصين جاءت أقل مما توقع المتعاملون في الأسواق. فقد بلغت مشتريات يوم الجمعة الماضي نحو 462 ألف طن متري، بإجمالي مبيعات أميركية للصين يقارب 2.7 مليون طن منذ توقيع الهدنة. وكان وزير الخزانة الأميركية سكوت بيسّنت صرح في أكتوبر الماضي بتوقع شراء الصين سريعًا 12 مليون طن، لكن يبدو أنه أرجأ الموعد المستهدف إلى نهاية فبراير، وسط توقعات محللين في بنك سيتي بشراء الصين نحو 10 ملايين طن بنهاية العام، وهو رقم يتجاوز توقعات معظم اللاعبين في السوق. وذكر محللو البنك في مذكرة: “نتوقع استمرار ارتفاع أسعار فول الصويا مدعومة بالتزام الصين بتوفير حد أدنى لصادرات المحصول الأميركي، لتصل إلى 11.50 دولارًا للبوشل خلال ثلاثة أشهر، و12.50 دولار في غضون 12 شهرًا”.

توقعات وزارة الزراعة الأميركية وتأثيرها على زراعة فول الصويا والذرة والقمح

أفادت وزارة الزراعة الأميركية أن المزارعين قد يوسعون مساحات زراعة فول الصويا، مع تقليص المساحات المزروعة بالذرة والقمح خلال موسم التسويق المقبل، الأمر الذي من المتوقع أن يؤثر على العرض والطلب في الأسواق الزراعية. من المتوقع صدور التقرير الشهري للعرض والطلب يوم الثلاثاء، حيث يرجح المحللون أن ترفع الوزارة تقديراتها لمخزونات نهاية العام من فول الصويا الأميركي، بينما ستخفض توقعاتها لمخزونات القمح والذرة اللذين شهدا طلبًا أقوى على التصدير. وأكد المحلل دينيس فوزنيسينسكي من بنك الكومنولث أن الطلب العالمي على القمح يظهر تحسنًا، إلا أن وفرة الإمدادات تعيق ارتفاع أسعار الخام إلى مستويات مرتفعة.

تحركات أسعار عقود الذرة والقمح وفول الصويا خلال جلسات التداول الأخيرة

في سوق التداولات، شهدت العقود الآجلة للذرة تسليم مارس آذار انتعاشًا طفيفًا رغم تراجع بنسبة 0.2% لتصل إلى 4.43 دولار للبوشل، فيما هبطت عقود فول الصويا تسليم يناير كانون الثاني بنسبة 1.01% إلى 10.93 دولار، كما انخفضت عقود القمح تسليم مارس آذار بنسبة 0.2% لتصل إلى 5.34 دولار للبوشل. هذه التحركات تعكس التذبذب الحذر في الأسواق بسبب عوامل العرض والطلب، وتأثير السياسة التجارية بين الولايات المتحدة والصين على أسعار المحاصيل الاستراتيجية.