قبل ثأر المونديال.. مؤامرة خيخون التي هزّت الجزائر وأشعلت الغضب الجماهيري

تستعد الجزائر لمواجهة النمسا في نهائيات كأس العالم 2026، وهي مباراة فرصة ثمينة لمحاربي الصحراء من أجل الثأر من الخصم الأوروبي، خاصة بعد تلك القصة المعروفة بـ”مؤامرة خيخون” التي شهدتها فرنسا عام 1982. يعود المنتخب الجزائري إلى الساحة العالمية بعد غياب استمر منذ مونديالي روسيا وقطر، وسط تحديات صعبة ضمن المجموعة العاشرة التي تضم إلى جانبه الأرجنتين والأردن.

تفاصيل مؤامرة خيخون وأثرها على منتخب الجزائر في كأس العالم

كانت المشاركة الأولى لمحاربي الصحراء في كأس العالم عام 1982 بإسبانيا مليئة بالتحديات واللحظات التاريخية، حيث وُضع المنتخب في مجموعة شملت ألمانيا الغربية، تشيلي، والنمسا. تمكن المنتخب الجزائري من إحداث مفاجأة كبيرة بالفوز على ألمانيا الغربية 2-1، بفضل تألق رابح ماجر ولخضر بلومي، ما أثار ضجة كبيرة في الأوساط الكروية. ومع ذلك، جاءت الهزيمة في اللقاء الثاني أمام النمسا لتنقص حظوظ الجزائر في التأهل، وبالرغم من الفوز الضئيل على تشيلي 3-2، تعقدت فرص الصعود إلى الدور المقبل بسبب النتائج المتداخلة بين ألمانيا الغربية والنمسا.

وأثارت نتائج المباراة الختامية بين الفريقين الأوروبيين شكوكاً واسعة بنشوء تواطؤ بهدف ضمان تأهلهما معاً، إذ فرض فوز ألمانيا الغربية بفارق هدف واحد على النمسا خروج الجزائر من دون أن يكون لها كلمة في الحسم، وهي الواقعة التي سُميت بـ”فضيحة خيخون”. وأدت هذه الواقعة إلى اتخاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم تدابير صارمة تنص على إقامة مباريات الجولة الأخيرة لدور المجموعات في وقت واحد لتفادي التلاعب بالنتائج مستقبلًا.

مواعيد مباريات منتخب الجزائر في كأس العالم 2026 ونتائجها المتوقعة

يبدأ منتخب الجزائر مشواره في مونديال 2026 بمواجهة قوية ضد الأرجنتين في 17 يونيو، على ملعب أروهيد بمدينة كانزاس سيتي الأمريكية، حيث ستكون المباراة اختباراً حقيقياً لقوة محاربي الصحراء. بعد ذلك، سيواجه الفريق الأردني في ديربي عربي يحتضنه ملعب ليفايس في سانتا كلارا بكاليفورنيا يوم 23 يونيو، وستتركز الأنظار على هذه المباراة التي تعد فرصة للجزائر لتعزيز موقعها في المجموعة. ويختم المنتخب الجزائري مواجهات دور المجموعات بمواجهة ثأرية مع النمسا في 28 يونيو على ملعب أروهيد نفسه، مما يمنح الفريق فرصة إعادة كتابة التاريخ بعد مأساة مونديال 1982.

آفاق منتخب الجزائر في كأس العالم وفرصة تحقيق الانتصار على النمسا

يأتي استعداد الجزائر للمشاركة في كأس العالم 2026 وسط أجواء مليئة بالحماس والرغبة في تقديم أفضل المستويات، لا سيما بعد الغياب عن النسختين السابقتين؛ إذ يرى الكثيرون أن محاربي الصحراء يمتلكون الطموح والخبرة الكافية للتقدم بخطى ثابتة في البطولة. وعلى النقيض من الماضي، لا يريد الفريق تكرار الصدمة التي حدثت قبل أكثر من أربعة عقود بسبب ما عرف بـ”مؤامرة خيخون”، بل يطمح للمضي قدمًا وتحقيق نتائج مميزة ضمن مجموعة تضم منافسين على مستوى عالٍ.

ومن المتوقع أن يعتمد مدرب الجزائر على الاستراتيجية التي تجمع بين القوة الدفاعية والقدرة الهجومية، مع مراقبة دقيقة لجميع الفرق المنافسة. كما ينتظر أن تكون المواجهة أمام النمسا محورية، نظراً لما تحمله من دلالات رمزية وتاريخية، إضافة إلى تأثيرها على فرص التأهل للدور التالي. الجدير بالذكر أن المنتخب الجزائري يسعى لتعويض فراغ غياب كأس العالم، ويمتلك عناصر قادرة على صناعة الفارق في بطولته القادمة.