توقعات متقلبة .. ارتفاع طفيف في أسعار الذهب قبيل قرار الفيدرالي الأمريكي الحاسم

ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين بشكل ملحوظ، وسط ترقب دقيق لقرارات السياسة النقدية الأمريكية المرتقبة؛ إذ تستعد اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة للاجتماع خلال الأسبوع الحالي لتحديد توجهات أسعار الفائدة، حسب ما جاء في تقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تحليلات الذهب والمجوهرات.

تحليل تحركات أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية وتأثير السياسة النقدية الأمريكية

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن سعر جرام الذهب عيار 21 سجل ارتفاعًا بحوالي 5 جنيهات مقارنة بنهاية الأسبوع الماضي، ووصل إلى 5620 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنحو 9 دولارات، مسجلة 4208 دولارات؛ وأشار التقرير إلى أن جرام الذهب عيار 24 حقق سعرًا قدره 6423 جنيهًا، وعيار 18 سجل نحو 4817 جنيهًا، في حين استقر الجنيه الذهب عند سعر 44960 جنيهًا. ومع متابعة الأسعار على أساس أسبوعي، لوحظ تراجع في الأسعار المحلية بنحو 35 جنيهًا، حيث بدأ الأسبوع عند 5650 جنيهًا للجرام عيار 21 وأنهى عند 5615 جنيهًا؛ كما هبطت الأوقية على المنصة العالمية حوالي 17 دولارًا لتغلق عند 4199 دولارًا مقارنة بـ4216 دولارًا عند الافتتاح. ومع ذلك، يظل الذهب محافظًا على مكاسبه الذاتية رغم التراجع النسبي للدولار، مدعومًا بتوقعات احتمالية خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال الاجتماع المنتظر يومي 9 و10 ديسمبر، الأمر الذي يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل الغموض الجيوسياسي الراهن.

تأثير التوقعات الاقتصادية على تحركات أسعار الذهب وسط غموض قرارات الفيدرالي الأمريكي

تراقب الأسواق عن كثب تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، والتوقعات الاقتصادية المعدلة، لتمييز ما إذا كان خفض سعر الفائدة المتوقع بمقدار 25 نقطة أساس سيتبعه إجراءات تيسير نقدي إضافية؛ حيث سجل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ارتفاعًا بنسبة 2.8% على أساس سنوي خلال سبتمبر الماضي، وهو المؤشر المفضل لدى الفيدرالي لقياس التضخم؛ وفي الوقت نفسه، تدعم مؤشرات تباطؤ سوق العمل توقعات المزيد من التحفيز النقدي. وتُظهر بيانات أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME احتمالًا يتجاوز 90% في خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع هذا الأسبوع، مع توقع استمرار خفض الفائدة في أبريل المقبل. رغم الدعم الواضح لتوقعات خفض الفائدة، يبدي المستثمرون حذرًا في تكوين مراكز شرائية كبيرة، نظرًا لتسعير الأسواق لهذا الخفض مسبقًا، مما يجعل تحركات أسعار الذهب مرتبطة بشكل أساسي بتفاصيل البيان المرفق بقرار الفيدرالي.

عوامل جيوسياسية وتوقعات سعر الذهب المستقبلية بحسب المؤسسات المالية الكبرى

زاد الوضع العسكري المتصاعد في أوكرانيا من قيمة الذهب كملاذ آمن، بعد تعرض منشآت الطاقة والبنية التحتية لهجمات روسية مكثفة، بالتزامن مع تباطؤ مفاوضات السلام؛ ما أدى إلى تصاعد الطلب على الذهب كأصل تحوط في أوقات عدم الاستقرار العالمي. وفيما يتعلق بالتوقعات السعرية، رفع دويتشه بنك توقعاته لسعر الأوقية لعام 2026 إلى 4450 دولارًا مقابل 4000 دولار سابقًا، مع توقع تداول الأسعار بين 3950 و4950 دولارًا؛ كما أبقى على توقعاته لعام 2027 عند 5150 دولارًا للأوقية. من جهته، يتوقع بنك مورجان ستانلي ارتفاع سعر الذهب إلى 4500 دولار بنهاية منتصف 2026، مدعومًا بتدفقات صناديق المؤشرات وعمليات الشراء الرسمية التي تعكس حالات عدم اليقين الاقتصادي العالمي.