توقعات متصاعدة.. سعر الذهب عيار 21 يقفز عالميًا بنسبة 0.5% ويتجاوز 5600 جنيه في مصر

تشهد أسواق الذهب في القاهرة، ولا سيما منطقة خان الخليلي، ازدحامًا غير عادي؛ إذ يلاحظ علي حسن، صائغ ذهب بخبرة ثلاثين عامًا، أن الطلب اليوم يتركز أكثر على بيع المجوهرات بدلاً من شرائها، في صورة تعكس حالة من الذعر أمام الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة؛ وصل سعر عيار 24 إلى 6417 جنيهًا للجرام، مما يعكس محاولات الأفراد للتأمين المالي عبر الذهب، الذي تجاوز مجرد احتياطي للمجوهرات ليصبح رمزًا للأمان وسط الأزمات العالمية والمحلية.

فيما يلي أهم العوامل التي ساهمت في دفع أسعار الذهب إلى هذه المستويات:

• تراجع سعر الدولار نتيجة سياسات الفيدرالي التي تشجع المستثمرين على التوجه نحو المعادن الثمينة.
• التوترات السياسية والجيوسياسية تعزز من الطلب على الذهب كوسيلة للحفاظ على الثروة.
• الأزمات الاقتصادية المحلية، خصوصًا تقلبات سعر الصرف في مصر، تزيد من الرغبة في الاستثمار في الذهب.
• الخبرات السابقة توضح أن خفض أسعار الفائدة يسهم في ارتفاع سريع في أسعار الذهب.
• السوق المحلي يشهد زيادة في عمليات البيع لسحب السيولة والوفاء بالالتزامات المالية.

كل هذه العوامل تتفاعل مترابطة، ليشكل كل قرار دولي مؤثرًا حاسمًا في مسار أسعار الذهب.

التأثير المباشر لأسعار الذهب على الحياة اليومية للمصريين

لا يقتصر ارتفاع أسعار الذهب على أرقام على الشاشات؛ بل يمتد تأثيره إلى حياة الأسر البسيطة؛ فمثلاً، فاطمة محمد من حي المعادي، التي كانت تدخر منذ عامين لشراء هدايا زفاف ابنتها، وجدت أن الارتفاع الحاد في أسعار الذهب عرقل خططها؛ فالذهب بات أثمن من أحلام الكثير من العائلات، وبدأت ضغوط الحياة الاقتصادية تدفع بأصحاب الدخل المحدود لتأجيل مشترياتهم الشخصية. على الجانب الآخر، استفاد المستثمرون الذين استثمروا مبكرًا في الذهب، الأمر الذي يزيد من الفجوة الاجتماعية ويبرز التفاوت الناتج عن تقلبات الأسعار.

في ظل توقعات بحدوث زيادة إضافية تصل إلى 15% إذا تم خفض الفوائد، مقابل تراجع محتمل في حال اتخاذ قرارات معاكسه، يبقى الذهب مرآة تعكس التحديات الاقتصادية المتعددة، في وقت يتساءل فيه كثيرون كيف يمكن استثمار هذه الموجة الذهبية قبل فوات الأوان.