تجربة ساحرة.. وجهة سياحية خضراء في قلب وادي باك سون تكشف أسرار الطبيعة الخلابة
قرية كوينه سون السياحية المجتمعية تعد من أبرز الوجهات التي تجسد مفهوم السياحة المستدامة في فيتنام، حيث تمتد بين أحضان وادي باك سون الخلّاب وتُحيط بها جبال الحجر الجيري الرائعة. تُعتبر هذه القرية نموذجًا حيًا للتراث الثقافي لشعب تاي، مع الحفاظ على تقاليد اللغة، الأزياء، العمارة، والمهرجانات التي تعكس أصالة المجتمع المحلي وروح الانتماء العميق لأرضه. بفضل اهتمامها بكل التفاصيل التراثية، استطاعت كوينه سون أن تتصدر قائمة أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2025، مما يعكس أهمية السياحة المجتمعية في تنمية المناطق ذات الطابع الثقافي الفريد.
التراث الثقافي في قرية كوينه سون والحفاظ على السياحة المجتمعية المستدامة
قرية كوينه سون ليست فقط مزارًا سياحيًا للطبيعة الساحرة، بل هي متحف حي يعرض الثقافة الفيتنامية التقليدية من خلال البيوت المبنية على ركائز خشبية والأسقف المبلطة بأسلوب yin-yang، بالإضافة إلى المنازل التي تواجه الجنوب لاستقبال أشعة الشمس وحماية السكان من الرياح الباردة. يواصل السكان المحليون الحفاظ على نمط الحياة التقليدي، حيث يمكن للزوار المشاركة في أنشطة حياتية متنوعة مثل صنع نبيذ الذرة، طحن الأرز، صيد الأسماك، وزراعة الحقول. يحمل كل جامع للموسيقى والغناء في كوينه سون نكهة خاصة تبرز تناغم الناس مع الطبيعة، ويُعبر عن الروح الجماعية والسحر الثقافي الذي يميز هذه القرية.
أهمية قانون التراث الثقافي لعام 2024 في دعم السياحة المجتمعية وحماية القرية
يعكس قانون التراث الثقافي لعام 2024 في فيتنام التزام الدولة بحماية وتعزيز التراث الثقافي، لا سيما في المناطق الجبلية والحدودية مثل قرية كوينه سون. يركز القانون على إدارة التراث الثقافي بكافة صوره، ويحمل مسؤولية المحافظة عليه الجميع، من أفراد ومؤسسات. كما يولي اهتمامًا خاصًا للتراث الثقافي غير المادي، والحرف التقليدية، ويشجع على دمج حماية التراث في الخطط التنموية لتحقيق التنمية المتوازنة. يعد هذا الإطار القانوني الأساسي أداة فعالة لتعزيز السياحة المجتمعية، وضمان استدامتها وحماية القيم الثقافية التي تحتفظ بها كوينه سون.
مهرجان لونغ تونغ وعلاقات المجتمع في أفضل قرية سياحية في العالم
يتجلى التلاحم الاجتماعي في قرية كوينه سون من خلال مهرجان لونغ تونغ السنوي، الذي يجمع القرية بأكملها للاحتفال بالدعاء لموسم زراعي موفق وأجواء مناسبة. المهرجان ليس فقط فرصة للتماهي مع التقاليد، بل يُظهر أيضًا خصوصية القرية في جانب اجتماعي فريد؛ حيث يرتبط جميع السكان بلقب واحد “دوونغ”، ومع ذلك فإنهم يستطيعون الزواج بينهم بفضل الفروع المختلفة للقب، ما يعكس توازنًا ثقافيًا واجتماعيًا متماسكًا. هذه الروح الفريدة تجعل من كوينه سون نموذجًا ناجحًا للسياحة المجتمعية التي ترتقي بالحياة الثقافية والترابط الاجتماعي جنبًا إلى جنب مع جذب السياح.
| سمات قرية كوينه سون | الوصف |
|---|---|
| الموقع | وادي باك سون محاط بجبال الحجر الجيري |
| عدد المنازل التقليدية | أكثر من 400 منزل خشبي مبني على ركائز |
| السكان | أكثر من 90% من شعب تاي يحملون لقب “دوونغ” |
| الاحتفال الرئيسي | مهرجان لونغ تونغ للدعاء للموسم الزراعي |
| الاعتراف الدولي | أفضل قرية سياحية في العالم 2025 |
تمثل قرية كوينه سون مثالًا حيًا على التواصل بين التراث الثقافي والغابات الجبلية في الشمال الشرقي لفيتنام، ما يجعلها وجهة يجتمع فيها الجمال الطبيعي بسحر الثقافة. وبحسب منظمة السياحة العالمية، جاء اختيار كوينه سون لتتصدر قائمة أفضل قرى العالم بفضل نجاحها في الحفاظ على طبيعتها وبيئتها، فضلًا عن تطوير سياحة مجتمعية مستدامة تخدم تماسك المجتمع وتحافظ على تراثه. تجسد القرية التوازن بين الأصالة الغربية والحديثة، وتفتح أبوابها للسائحين لتجربة حياة هادئة تنبض بعراقة الماضي ونبض الحاضر في آن واحد.
