توضيح مهم .. هل يجوز قراءة القرآن الكريم في غير اتجاه القبلة؟ «الإفتاء» تجيب وتوضح الضوابط الشرعية

قراءة القرآن الكريم في غير اتجاه القبلة من الأمور التي يكثر السؤال عنها بين الناس، حيث يحرص الكثيرون على معرفة حكم قراءة القرآن دون استقبال القبلة سواء أثناء الجلوس أو النوم، ومدى تأثير ذلك على الثواب والأجر. تفسير هذا الأمر يساعد في تحقيق التوازن بين الالتزام بشرائع الشريعة والواقع العملي للحياة اليومية.

آداب وخطوات قراءة القرآن مع استقبال القبلة

يحرص المسلمون على قراءة القرآن الكريم بخشوع ووقار، ومن أبرز آداب قراءة القرآن استقبال القبلة، وستر العورة، والحرص على أن يكون المكان طاهرًا ونظيفًا؛ لكن في حال تعذر على الإنسان تحقيق هذه الشروط، لا مانع من قراءة القرآن وهو جالس على السرير أو حتى نائمًا، مع إمكانية تغطية العورة أو تركها، فكل هذه الحالات مقبولة ويُثاب عليها القارئ إن شاء الله.

هل يشترط استقبال القبلة عند قراءة القرآن؟ رؤية دار الإفتاء

أوضح الشيخ أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا حرج على القارئ في قراءة القرآن دون استقبال القبلة، سواء كان جالسًا على الأرض أو على السرير أو الكرسي، إذ يجوز له أن يتلو القرآن في أي اتجاه يشاء، مع تأكيد أن الثواب وارد فيه دون نقصان. جاء هذا التأكيد ضمن فيديو نشرته دار الإفتاء على قناتها الرسمية عبر اليوتيوب، موضحًا أن التيسير في قراءة كتاب الله لا يمنع قبول الأجر عند الله.

حكم قراءة القرآن الكريم دون استقبال القبلة وآداب التلاوة

ذكر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن قراءة القرآن في غير اتجاه القبلة أمر مستحب ولكن ليس من الأمور الواجبة، فالتلاوة تتقبل في جميع الأحوال خارج الصلاة دون اعتراض. وأكد على أهمية احترام آداب القراءة المستحبة التي تشمل:

• ستر العورة عند القراءة
• الاستياك بتنظيف الفم بالسواك
• الاستعاذة والبسملة قبل التلاوة
• القراءة تعبّدًا وتقربًا إلى الله وليس لغرض دنيوي
• الخشوع والسكينة أثناء التلاوة
• تدبر وفهم معاني القرآن الكريم
• ترتيل الحروف وتجوييدها مع استيفاء الحركات
• تجنب النقص أو الاختلاس في التلاوة

كما أوضح المفتي السابق أن المرأة لا يشترط فيها ارتداء الحجاب عند قراءة القرآن، لأن الشريعة لم تفرض ذلك كما في الصلاة، مما يؤكد حرص الشريعة على تيسير عبادة قراءة القرآن بمراعاة الأداب دون تشديد غير مبرر.

تأملات هذه الأحكام والتوجيهات تضمن أن المسلم يصل إلى درجة تعبدية عالية في قراءته للقرآن الكريم، حتى وإن لم تكتمل كل شروط آداب القراءة، فالنية الخالصة والتوجه إلى الله في تلاوة كتابه تظل سبيلًا للثواب والرضا الرباني.