قمة البحرين.. خارطة طريق من 162 بندًا و5 مبادئ لتعزيز أمن الخليج والعالم بفعالية واضحة

أكدت قمة البحرين الـ46 ضرورة تعزيز الأمن الخليجي المشترك من خلال إعلان شامل تضمن 162 بندًا و5 مبادئ رئيسية في “إعلان الصخير” الذي ركز على دعم استقرار الخليج والعالم. جاء هذا الإعلان ليؤكد أن أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي جزء لا يتجزأ من وحدة المنطقة وينبغي التعامل معه بالتنسيق الكامل بين الدول الأعضاء.

تعزيز الأمن الخليجي المشترك باعتباره ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة

ركز بيان القمة الختامي وإعلان الصخير على أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي المشترك لا يُجزأ، وهو المبدأ الأساسي الذي تبنته دول الخليج كافة؛ إذ شدد القادة على احترام سيادة الدول الأعضاء والمنطقة بأسرها، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية أو استخدام القوة أو التهديد بها. كما أكدوا أن أي مساس بسيادة دولة عضو يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الجماعي للمجلس؛ إذ تمنح اتفاقية الدفاع المشترك والمبادئ الأساسية لمجلس التعاون غطاءً قانونيًا واضحًا لحماية هذا الأمن المشترك، مضيفين أن أي اعتداء على دولة واحدة يعني اعتداء على جميع دول المجلس، داعين إلى وحدة الصف والتماسك الكامل بين الدول لمواجهة أي تهديد محتمل.

دور التضامن الخليجي في دعم مسيرة الأمن الخليجي المشترك وتعزيز التكامل الخليجي

تضمن البيان الختامي توجيهًا بمضاعفة الجهود لتفعيل رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتعزيز العمل الخليجي المشترك، مع التركيز على تدعيم التكامل في المجالات الأمنية والاقتصادية والدفاعية. أشار القادة إلى ضرورة الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، مع استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي، وهو ما يشكل خطوة عملية نحو تعزيز التضامن الخليجي وتحقيق الأمن الخليجي المشترك في مختلف القطاعات. يأتي ذلك في إطار تعزيز التنسيق والتكامل بين الدول الأعضاء، مما يشكل دعامة أساسية لاستدامة أمن الخليج وتحقيق تطلعات شعوب المنطقة.

دعم الجهود الدولية لإنهاء الصراعات وضمان الأمن الخليجي المشترك

أعلن قادة دول الخليج دعمهم لجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحلال السلام في قطاع غزة والسودان، مؤكدين أهمية التزام جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ضمن إطار دعم إقامة دولة فلسطينية مستقرة. حمل المجلس إسرائيل المسؤولية عن الانتهاكات المستمرة ضد غزة، داعين إلى الالتزام بالحل السياسي المستند إلى مبدأ دولتين. في السودان، دعم قادة الخليج الجهود السياسية لإنهاء الصراع عبر حكومة مدنية مستقلة تلبي تطلعات الشعب السوداني، مؤكدين أن الحل العسكري غير مقبول، وأن التنسيق الإقليمي والدولي يشكل دعامة لحل الأزمة. كذلك رحب البيان الختامي بتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الصديقة بما يساهم في تحقيق الأمن الخليجي المشترك ومد يد التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات.

المبدأ المضمون
تعزيز الروابط والتكامل الخليجي مواصلة التنسيق والتكامل في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية بهدف الوحدة المنشودة
احترام السيادة ورفض التدخل عدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض استخدام القوة، مع دعم اتفاق إنهاء الحرب في غزة وحل الدولتين
التنمية الاقتصادية والتقدم العلمي استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي وتعزيز الاستثمار في المشاريع الاستراتيجية
المسؤولية البيئية والاستدامة التزام بحماية البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الطاقة النظيفة والمتجددة
التعاون الدولي تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والأمنية مع الدول والمنظمات الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف

جاء مؤتمر البحرين في ظل تحديات إقليمية كبيرة، خصوصًا مع التدخلات والمواجهات القائمة في عدد من الدول العربية، مثل اليمن وسوريا ولبنان وليبيا والسودان، حيث أكد قادة الخليج على دعم سيادة هذه الدول ووحدتها وأمنها ضد التدخلات الخارجية؛ كما جددوا رفضهم لاستمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث التي تمثل اعتداءً على السيادة الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، أدان البيان الختامي الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية لتهديدها الأمن الإقليمي، مشددين على أهمية حل الخلافات بالوسائل السلمية ضمن إطار احترام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.

تركزت جهود القمة أيضًا على تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الصديقة، حيث رحب القادة بمشاركة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، الذي تم خلال لقائها مناقشة سبل مكافحة التطرف والإرهاب ودعم القضية الفلسطينية؛ وهو يمثل نموذجًا للتعاون الدولي الذي يسهم في تحقيق الأمن الخليجي المشترك واستقرار المنطقة بأسرها.

تعكس نتائج قمة البحرين 46 إرادة دول مجلس التعاون في تعزيز الأمن الخليجي المشترك عبر تشجيع الوحدة والتكامل السياسي والدفاعي والاقتصادي، والتزام واضح بالتعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات المشتركة، وذلك من خلال تنفيذ بنود “إعلان الصخير” وخارطة الطريق المفصلة في البيان الختامي الذي يحمل توجيهات واضحة لمرحلة مستقبلية أكثر تماسكًا وأمانًا للخليج وللعالم عموماً.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة