رسالة هامة .. توقير كبار السن وإكرامهم في خطبة الجمعة 28 نوفمبر 2025 بمضمون يعزز القيم الاجتماعية

كل مسلم يتعلم أن توقير كبار السن وإكرامهم جزءٌ أساسي من تعاليم الإسلام، حيث يسلط القرآن الكريم والسنة النبوية الضوء على احترام هذه الفئة الغالية في المجتمع. فالمرحلة العمرية للكبار لا تمثل ضعفًا فقط بل هي تجربة حياة مليئة بالحكمة والعطاء، ويجب أن يجد الإنسان في شيخوخته من يحتضنه ويقدر جهوده بكل محبة واحترام.

أهمية توقير كبار السن وإكرامهم في تعاليم الإسلام

ينص القرآن الكريم على وجوب البر بالوالدين عندما يبلغان مرحلة الكبر، كما وجدنا في قوله تعالى: ((وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا …)) كما تصف آيات أخرى هذا الدور، حيث تمثل الشيخوخة مرحلة الضعف التي تحتاج إلى العناية، مثل قوله تعالى: ((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً …))، ممّا يؤكد على ضرورة توفير الدعم والرعاية المستمرة للمسنين، ليشعروا بالأمان والطمأنينة رغم ظروفهم الصحية والجسدية.

المنهج النبوي في توقير كبار السن وكيفية إكرامهم عمليًا

يروي الحديث الشريف: (ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا)، مما يجعل احترام كبار السن من شؤون الدين لا المجاملة الاجتماعية فقط. وقد حث النبي ﷺ على إعطائهم الأولوية، كأن يبدأ بالشرب الكبار قبل غيرهم، وأن يحيي الصغار الكبار بتحية السلام، بالإضافة إلى توليتهم الإمامة في الصلاة إذا كانوا أكبر، ودعوتهم جميعًا إلى عدم قتلهم في الحروب. هذه التعليمات النبوية أشادت بقدسية هذه الشريحة العمرية وكرامتهم في كل المواقف.

مظاهر توقير كبار السن في المجتمع ودور المسلم تجاههم

من أذكى مظاهر إكرام كبار السن أن نقوم من مجالسنا لهم، نساعدهم في المواصلات ولا ندفعهم ولا نحتكر الطرقات أمامهم، بل نكون عند حسن ظنهم ومساعدتهم. كذلك، يجب أن نحرص على تلبية حاجاتهم ونظهر لهم العطف والتقدير، كما فعل الخلفاء الراشدون، حيث أمر عمر رضي الله عنه برعاية الشيخ الذي يطلب المساعدة. فالإسلام لا يقتصر على الحسنات في الدنيا، بل يعد كبار السن بنور وضياء في يوم القيامة، لتعكس مدى عظمة هذه القاعدة في بناء مجتمع متماسك رحيم.