بيونة ترحل بصمت.. وصيتها المؤثرة بالدفن قرب والدتها تلامس القلوب وتلهم الجميع

رحلة الفن الجزائري فقدت نجمة تألقت وأثرت بجمال حضورها وأدائها، حيث رحلت الفنانة الجزائرية القديرة بيونة بعد معاناة طويلة مع مضاعفات صحية جعلت وضعها يتدهور تدريجيًا منذ الرابع من نوفمبر تشرين الثاني، وفي لحظاتها الأخيرة كانت وصيتها بالدفن قرب والدتها تعبر عن عمق الروابط الأسرية والحب الذي حملته طوال حياتها.

الوصية الإنسانية لفنانة الجزائر: “ادفنوني مع أمي” بجانب قبرها

قبل موتها بأسابيع قليلة، عبرت بيونة عن رغبتها التي تحمل مشاعر عميقة في قلبها، إذ أوصت بأن تُدفن بجوار والدتها السيدة جميلة في مقبرة العالية بالعاصمة، ما يؤكد ارتباطها العاطفي القوي وعشقها للعائلة، خصوصًا خلال فترة مرضها الصعبة التي أثرت على حالتها الجسدية والنفسية؛ كان هذا الطلب يعكس حنينها المستمر والدائم لوالدتها، مما جعل موتها يحمل بعدًا إنسانيًا يلامس قلوب الجميع.

مسيرة فنية استثنائية تخلُد اسم بيونة في الدراما والكوميديا الجزائرية

تعد بيونة واحدة من أبرز الأسماء التي رسمت مسارًا مميزًا في عالم الدراما والكوميديا على الساحة الجزائرية؛ فقد نالت إعجاب الجمهور من خلال أدائها الواقعي والمؤثر، ونجحت في تقديم أدوار جعلتها رمزًا محبوبًا في قلوب الملايين؛ تنوعت أعمالها بين مسلسلات مثل “دار السبيطار” وغيرها من المشاركات في الدراما والسينما التي لاقت متابعة كبيرة وتأثيرًا لا يُنسى. استمرت في نجاحها لعقود طويلة، وكان تميزها في دمج الفكاهة بالإنسانية شعارًا لقصصها الفنية التي بقيت في ذاكرة المشاهدين.

تدهور الحالة الصحية لبيونة وعزيمتها رغم المرض والصعاب

في السنوات الأخيرة، واجهت بيونة تحديات صحية كبيرة شملت مرض السرطان ومشاكل في الجهاز التنفسي، ما استدعى عدة فترات إقامة في المستشفى؛ ومع كل هذه المحن، حافظت على هدوئها وروحها المتواضعة، مما زاد من حب وتعاطف محبيها نحوها. شكلت هذه المرحلة الصعبة من حياتها جانبًا إنسانيًا يتناغم مع مسيرتها، حيث كانت مثالًا على الصبر والقوة حتى النهاية. برحيلها، خسرت الجزائر واحدة من أبرز أيقونات الكوميديا والدراما العائلية، كما فقدت أسرتها شخصية محبوبة ومحترمة تحمل أثرًا خالدًا في نفوس من عرفها وشاهد أعمالها، لتُواري الثرى على مقربة من والدتها وتُحقق وصيتها الإنسانية.