نجاح واضح .. الفيلم المغربي «زنقة مالقة» يحتفي بحب نضج العمر ويكشف أعمق مشاعر النجوم

تُسلط قصة فيلم زنقة مالقة الضوء على حياة المسنين وتعقيدات مشاعرهم، حيث تحكي رحلة امرأة مسنة إسبانية تحافظ على ارتباطها العميق بمدينة طنجة المغربية، رغم محاولات أقرب الناس لها لإبعادها عن منزلها القديم؛ مما يعكس التجربة النفسية الصعبة لكبار السن بين التمسك بالماضي ومتطلبات الحاضر.

فيلم زنقة مالقة وتجسيد واقع مشاعر المسنين في طنجة

تدور أحداث فيلم زنقة مالقة حول ماريا أنخيلس، التي تربت في طنجة ضمن الجالية الإسبانية التي استقرت شمال المغرب مطلع القرن العشرين؛ تزوجت وأنجبت ابنتها كارلا، ثم فقدت زوجها، لتتعلق بحياتها في زنقة مالقة، الشارع الذي يحمل ذكريات طفولتها وماضيها. بعد غياب طويل، تعود كارلا لتزور والدتها، فتكتشف وضعها المالي الصعب وحاجتها لبيع الشقة التي ورثتها من والدها، ما يصنع حالة مؤثرة تجمع بين الوحدة والعلاقات العائلية وأزمات كبار السن التي تعيشها ماريا وسط جيرانها ومحبيها.

تطور الأحداث في زنقة مالقة وما يعكسه عن تجربة المسنين في المغرب

يركز الفيلم على مشاعر المسنين في المغرب من خلال مقاومة ماريا للابتعاد عن منزلها رغم ضغوط ابنتها لوضعها في دار للمسنين؛ ما يبرز الصراع الداخلي وفقدان الهوية التي يعاني منها كبار السن. تهرب ماريا إلى شقتها السابقة سرًا، وتنفق مدخراتها لاسترجاع أثاثها القديم وذكرياتها، ما يدل على تمسك المسنين بالأشياء الرمزية التي تربطهم بماضيهم. وتظهر أهمية الروابط الاجتماعية حين يتدخل جيرانها وتاجر أثاث كبر في السن لدعمها عاطفيًا، مؤكدين أن المشاعر الإنسانية والصداقات تلعب دورًا حيويًا في حياة المسنين.

الحب وخريف العمر في فيلم زنقة مالقة ودوره في إبراز قضايا المسنين

تتحول قصة زنقة مالقة إلى تجربة إنسانية حين تُظهر علاقة ماريا مع عبد السلام، تاجر الأثاث، التي تمنحها دفعة لاستعادة الأمل والحياة، حيث ينطلقان بحثًا عن جهاز الجرامافون، رمز النشاط والدفء الموسيقي. تكشف العلاقة العاطفية جانبًا لطيفًا وحساسًا من حياة المسنين، يعكس رغبتهم في استمرار الحياة رغم الألم والوحدة. تصاعد التوتر بين ماريا وابنتها إثر اكتشاف الأخيرة لعودتها إلى الشقة يعكس الصراع الدائم بين الحنين إلى الماضي والضغوط الاجتماعية الحديثة التي يواجهها كبار السن.

العنصر التفصيل
البطولة كارمن مورا، مارتا إيتورا، أحمد بولان
الإخراج والتأليف مريم توزاني، نبيل عيوش
الموقع طنجة، المغرب
الموضوع الرئيسي حياة المسنين، التمسك بالذكريات، العلاقات العائلية
الرمز الموسيقي جهاز الجرامافون

في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كشفت المخرجة مريم توزاني أن فكرة الفيلم مستلهمة من جدتها الإسبانية التي رافقتها في طفولتها، وأن تجربة فقدان والدتها وما واكبها من حنين لطنجة كانت الدافع الرئيسي لتجسيد هذا العمل بتفانٍ يشع حبًا للحياة مهما كانت قسوة الظروف وطول الطريق؛ لتقدم بذلك نظرة نقدية وإنسانية عن واقع المسنين وأملهم في دفء وصمود رغم التحديات.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.