ابتكار سينمائي.. كيف قدم عرب وطرزان ناصر فيلم «كان ياما كان في غزة» على الشاشة بطريقة فريدة ومميزة؟

قدم فيلم «كان ياما كان في غزة» رؤية سينمائية عميقة تركز على تفاصيل الحياة اليومية لسكان غزة، مجتنبًا الصور النمطية والسياسية المتكررة، معتمدًا على تعبير إنساني يعكس واقعًا مليئًا بالتحديات والصمود.

رحلة التحضير والإنتاج لفيلم كان ياما كان في غزة وتجسيد الحياة اليومية

جاء فيلم كان ياما كان في غزة في توقيت حساس، حيث استعرض الحياة الطبيعية لسكان غزة قبل وقوع الأحداث العصيبة التي مرت بها المنطقة، ليُظهر وجه الإنسان العادي وسط التحولات الكبيرة التي شهدتها المدينة؛ واختير اسم الفيلم ليحمل بذلك بعدًا زمانيًا وعاطفيًا يعبر عن التغيرات الحادة في غزة عبر السنوات. وصف طرزان ناصر التعاون مع شقيقه عرب بأنه امتداد طبيعي يمتزج فيه الإبداع لتقديم عمل يحمل روحًا واحدة تصوّر من زاويتين مختلفتين. وأوضح عرب ناصر أن المشاركة في مهرجان كان الدولي كانت نقطة تحول أساسية، إذ أتاحت لهم التواصل مع جمهور عالمي تنبؤه المعاناة الفلسطينية، بينما وفر مهرجان القاهرة السينمائي تجربة إنسانية وفنية مع الجمهور العربي الذي يكنّ ارتباطًا عميقًا بالسينما المصرية ولهجتها. بدأ العمل على الفيلم عام 2015، واستمر تطوير النص والإنتاج حتى صدوره في 2024 بالتزامن مع إنتاج فيلم «غزة مونامور»، رغم التحديات الكثيرة التي واجهت الفريق والتي لم تؤثر في عزيمتهم لإصدار صوت فلسطيني قوي لا يهدأ.

رواية قصة الفلسطينيين في فيلم كان ياما كان في غزة وأبعادها الإنسانية العميقة

يركز الفيلم على ثلاث شخصيات تمثل شرائح متنوعة من المجتمع الفلسطيني في غزة، تعايش تحت وطأة الاحتلال وظروف غاية في الصعوبة تؤثر على علاقاتهم الاجتماعية والإنسانية، بينما يكشف عن روح الصمود وتمايز التجارب الحياتية في وجه الضغوط اليومية. اتّبع صانعو الفيلم منهجًا جديدًا يبتعد عن تصوير غزة كضحية فقط؛ بل قدموا صورة متكاملة تعكس صراعات الناس اليومية من واقع حقيقي مأخوذ بمنتهى الدقة دون مبالغة، مما أضاف للفيلم أصالة وأبعادًا إنسانية توثق معاناة الفلسطينيين بجمالية وفهم عميق. شهد العرض العربي الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 46 حضورًا ملحوظًا، متزامنًا مع العرض العالمي في مهرجان كان السينمائي، ما يؤكد مكانة الفيلم كعمل بارز يسلط الضوء على القضية الفلسطينية وينقلها إلى الشاشة بصوت فلسطيني مؤثر.

مكانة مهرجانات السينما في إبراز صوت غزة عبر فيلم كان ياما كان في غزة

ساهم حضور فيلم كان ياما كان في غزة في مهرجانات سينمائية عالمية ومحلية بمنصة حيوية لتسليط الضوء على أوجه الحياة اليومية لسكان غزة التي غالبًا ما تغيب في وسائل الإعلام، متجاوزًا الصور السياسية المجمدة والمتكررة. شكل مهرجان القاهرة السينمائي محطة بارزة، حيث تفاعل الجمهور العربي مع الفيلم انطلاقًا من تمثيله الواقعي والصادق للقصة الفلسطينية، ما يُبرز دور المهرجانات في نقل أصوات حقيقية تنبع من قلب التوترات المستمرة في القطاع. وعزز الفيلم مكانة السينما الفلسطينية التي تعكس صراعات الشباب الفلسطيني بعمق من خلال سرد قصصي يحمل أبعادًا إنسانية متعددة، مستفيدًا من التطورات الفنية والإعلامية لإيصال رسالة واضحة تمحو الصورة النمطية للقطاع على أنه خبر عابر أو صورة إعلامية جامدة، مبرزًا واقعًا نابضًا بالآمال والتحديات.

البند التفاصيل
بداية الكتابة 2015
اكتمل الإنتاج 2024
الأحداث التي يغطيها الفيلم حياة سكان غزة قبل الأحداث القاسية
العروض المهمة مهرجانا كان والقاهرة السينمائي الدولي

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.