شراكة استراتيجية.. «ايدج» و«أندوريل إندستريز» تؤسسان مشروعا إماراتيا – أمريكيا لتطوير الأنظمة الذاتية المتقدمة

أعلنت «ايدج» وشركة «أندوريل» العالمية عن تأسيس مشروع إماراتي-أمريكي مشترك لتطوير الأنظمة الذاتية التي تلبي احتياجات المهام المدنية والدفاعية في منطقة الشرق الأوسط، مستهدفين تسريع تصميم وإنتاج هذه التقنيات المتقدمة، وهو ما يعكس شراكة دفاعية استراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة قائمة على مصالح أمنية وتجارية مشتركة.

تحالف ايدج-أندوريل لتطوير الأنظمة الذاتية في الشرق الأوسط

يرتكز مشروع «تحالف ايدج-أندوريل للإنتاج» على تأسيس كيان جديد يدير عمليات الإنتاج والمبيعات والدعم المستدام، ليصبح نقطة محورية في قطاعي التصنيع التجاري والدفاعي المتطور في المنطقة، حيث تجمع هذه الشراكة الحضور الإقليمي القوي لمجموعة «ايدج» والخبرة التقنية في التطوير السريع المعتمد على البرمجيات لدى «أندوريل»؛ مما يسهم في تعميق التحالف وتنويع وصول التكنولوجيا المتقدمة المعتمدة على البرمجيات. ويعمل الطرفان حالياً على استكمال الترتيبات التنظيمية بموجب الموافقات القانونية المطلوبة من الجهات المختصة في الإمارات والولايات المتحدة، لضمان الالتزام التام بالقوانين واللوائح.

تطوير أنظمة ذاتية منخفضة التكلفة تعزز القدرات العملياتية

يهدف المشروع المشترك إلى تقديم أنظمة ذاتية منخفضة التكلفة قابلة للنشر الميداني، تواكب متطلبات الردع الحديث، وتتميز بالجاهزية التشغيلية وقدرة التوسع والتنويع في الاستخدامات الدفاعية والتجارية، ومنها نظام «أومن» الذي حصلت الإمارات على 50 وحدة منه، كتوجه استراتيجي لتعزيز الإنتاج المحلي وتسريع تطوير الأنظمة الذاتية المستقبلية. وأكد فيصل عبدالعزيز البناي، مستشار رئيس الدولة ورئيس مجلس إدارة «ايدج»، أن هذه الشراكة تمثل فرصة للاستفادة من أحدث تقنيات الهندسة العالمية في مجال الأنظمة المستقلة، مضيفاً أن «أومن» تجسد تطوراً متقدمًا يجمع بين الاستقلالية والذكاء الميداني والإنتاج المحلي، مما يرسّخ دور الإمارات في ريادة الابتكار في القدرات الجوية الذاتية.

الابتكار والتصنيع المشترك يدفعان بأنظمة ذاتية متقدمة نحو المستقبل

أوضح تراي ستيفنز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة «أندوريل»، أن سرعة تحويل الأفكار الدفاعية إلى قدرات عملية تشكل حجر الأساس للابتكار في المجال العسكري، مشيراً إلى أهمية التعاون الوثيق مع «ايدج» في تحقيق هذا الهدف، عبر تطوير محفظة أنظمة ذاتية متقدمة تخدم التطبيقات العسكرية والمدنية. وينطوي المشروع على توفير منصة «لاتيس» البرمجية المتطورة الخاصة بـ«أندوريل»، لدعم تطوير منظومات القيادة المسيّرة بالذكاء الاصطناعي، مع نقل مراحل التصميم والتكييف والإنتاج إلى أبوظبي، مبرزاً أهمية إنشاء قاعدة إنتاج موثوقة في الشرق الأوسط تدعم التوسع الصناعي.

و«أومن» تمثل أول منتج من هذه الأنظمة، وهي طائرة جوية ذاتية القيادة بتقنية التحليق من وضع التثبيت إلى الطيران، تجمع بين قدرات التحمل والحمولة العالية مع تصميم هيكل مدمج مرن، وتستند إلى استثمار بقيمة مليار و50 مليون دولار من الشركتين لتطوير وإنتاج هذه الطائرات بحلول نهاية 2028. وتتمتع «أومن» بقدرة على التشغيل بفعالية ضمن مهام متعددة تشمل المراقبة البحرية، الإمداد اللوجستي، استشعار الدفاع الجوي، وترحيل الاتصالات، بالإضافة إلى إمكانيات التكيف لتلبية الاحتياجات المدنية مثل إعمار المناطق المتضررة والتوصيل إلى الأماكن النائية.

وتعزز هذه الجهود الدور الاستراتيجي للتحالف الصناعي الدفاعي والتقني في الإمارات، حيث يشمل المشروع افتتاح مركز بحث وتطوير ومحاكاة افتراضية بمساحة 50 ألف قدم مربعة لتعزيز تصميم وبناء النماذج الأولية للأنظمة الذاتية، مما يوفر ضمن إطار التعاون المشترك منصة قوية تحول الأفكار إلى قدرات ميدانية ملموسة، بينما تعزز «أيدج» و«أندوريل» الاستقلالية الصناعية والاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، فضلًا عن إمكانية تصدير الأنظمة المتقدمة إلى الأسواق الإقليمية والدولية.

بالتالي، فإن تأسيس مشروع تطوير الأنظمة الذاتية المشترك بين «ايدج» و«أندوريل» يمثل نقطة تحول نوعية في صناعة الدفاع والتكنولوجيا في الشرق الأوسط، من خلال توفير أنظمة ذاتية متطورة ومنخفضة التكلفة تلبي احتياجات الأمن الوطني والتوسع في الاستخدامات المدنية، مع ضمان تكامل التكنولوجيا الحديثة والإنتاج المحلي عالي الجودة.