COP30.. الدول الجزرية الصغيرة تبرز كشريان حياة أخير وتطالب بحلول بيئية عاجلة

الدول الجزرية الصغيرة تتشبث بأمل 1.5 درجة مئوية للحفاظ على شريان الحياة الأخير

تشكل الالتزامات المتعلقة بالحد من ارتفاع الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية نقطة محورية للدول الجزرية الصغيرة، التي ترى فيها الخطر بين البقاء والفناء، خاصة في ظل التصاعد المستمر لتأثيرات التغير المناخي. تأتي هذه الدول إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في بيليم بالبرازيل لتجدد الدعوة الملحة للحفاظ على هذا الحد، الذي يعتبر بمثابة شريان الحياة لضمان استمرار وجودها وسط تهديدات الغرق والعواصف المتكررة.

الدول الجزرية الصغيرة تواجه تحديات البقاء مع الالتزام بـ 1.5 درجة مئوية

تتصدر الدول الجزرية الصغيرة ملف حماية هدف 1.5 درجة مئوية ضمن النقاشات المناخية، معتبرة هذا الهدف ضرورة ملحة تتوقف عليه حياة الملايين في هذه الجزر. توياتا أبيلو-أويلي، منسقة التخفيف في تحالف الدول الجزرية الصغيرة (AOSIS)، أكدت خلال مؤتمر COP30 أن هذه الدول جاءت للمطالبة بعدم التهاون في الالتزامات. وأوضحت أن هذا الهدف لا يمثل شعاراً سياسياً فقط، بل هو خيط الحياة الذي يتعلق به مستقبل شعوبها وجزرها الصغيرة، مشيرة إلى أن الوقت ينفد سريعًا أمام المجتمعات الجزرية التي تواجه تكرر الكوارث وتدهور البيئة بشكل متسارع.

الأضرار المناخية الحادة وعواقب تجاوز حد 1.5 درجة مئوية على الجزر الصغيرة

يعكس إعصار “ميليسا” الذي ضرب جامايكا قبل فترة وجيزة حجم الخطر الذي تفرضه ظواهر الطقس المتطرفة على الدول الجزرية، حيث وصف أونا ماي جوردون، المدير السابق لشؤون تغير المناخ في الحكومة الجامايكية، العاصفة بأنها الأكثر قوة في تاريخ البلاد، وأسفرت عن خسائر بشرية واقتصادية جسيمة تتجاوز نسبة 28% من الناتج المحلي الإجمالي. كما أدت إلى فقدان تراث ثقافي عميق يشكل هوية هذه المجتمعات؛ من كنائس عمرها قرون إلى آثار ثقافية لا تعوض، مما يجعل تجاوز هدف 1.5 درجة مئوية يترتب عليه عواقب وخيمة على الجميع، خاصة الشعوب الأكثر ضعفًا.

نداء ملح والحاجة إلى الوفاء بالتزامات مؤتمر الأطراف بهدف 1.5 درجة مئوية

يرى قادة الدول الجزرية الصغيرة في مؤتمر COP30 أن الدعوة للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية هي دعوة للحفاظ على كرامة وحياة ملايين البشر المهددين بفعل ارتفاع مستوى البحار وتكرار الكوارث المناخية. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وصف تجاوز هذا الحد بأنه “فشل أخلاقي وإهمال مميت”، محذرًا من أن العواقب الوخيمة ستطال أكثر الشعوب هشاشة، التي لم تسهم في الأزمة لكنها تعاني منها أكثر. تكمن أهمية تمسك الدول الجزرية بهذا الهدف في كونه بمثابة المقياس الأخير الذي يحفظ لهم شريان الحياة ويمهد طريقًا للحفاظ على وجودهم في مواجهة التحديات البيئية المتصاعدة.

  • التأكيد على ضرورة تنفيذ الالتزامات الدولية المتعلقة بخفض الانبعاثات
  • تعزيز الدعم المالي والفني للدول الجزرية الصغيرة لمواجهة تأثراتها المناخية
  • تفعيل آليات المراقبة لتجنب تجاوز الحد الأقصى لارتفاع درجة الحرارة العالمية

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.