نقص «تي إن تي» .. كيف أثرت المتفجرات على حياة الأمريكيين وتحدياتهم اليومية؟

يُشكل نقص مادة التي إن تي (TNT) أزمة حقيقية تؤثر على عدة جوانب من الحياة الأمريكية اليومية؛ فهذه المادة المتفجرة ضرورية لصناعة المعززات المصبوبة، المستخدمة في مجالات التعدين والبناء، مما يجعلها محورًا أساسيًا في سلسلة الإمدادات الصناعية.

تعتمد الولايات المتحدة على مصادر أجنبية لمادة تي إن تي وتأثير القيود البيئية

كانت الولايات المتحدة تعتمد بشكل رئيسي على موردي تي إن تي الأجانب منذ منتصف الثمانينيات، حين أُغلق المصنع المحلي الأخير نتيجة تشديد اللوائح البيئية، بسبب خطورة نفايات التصنيع على صحة الإنسان بحسب وكالة حماية البيئة. هذه السلعة بدأت بالابتعاد عن الإنتاج المحلي بشكل كامل، ما جعل الاعتماد على الخارج ضرورة حتمية لتلبية الطلب المتزايد، حيث تدخل مادة التي إن تي في تصنيع منتجات المتفجرات التجارية التي بدورها تؤثر في بناء الطرق، منازل المواطنين، وحتى الإلكترونيات اليومية مثل الهواتف المحمولة والحواسيب المحمولة، حسب تصريح كلارك ميكا، رئيس معهد صانعي المتفجرات.

تداعيات نقص مادة تي إن تي على سلسلة التوريد العالمية وأسعارها المتصاعدة

تعد الصين وروسيا قديمًا المصدر الرئيسي لمادة تي إن تي، قبل تبدل مشهد السوق لصالح بولندا، لكنها في الوقت الحالي تواجه تأخيرات بسبب ارتفاع الطلب مع تحويل جزء كبير من الإنتاج نحو أوكرانيا بسبب الحرب الدائرة هناك، حسب تعليق جيمس ماركيز، كبير محللي الدفاع في غلوبال داتا. وتتراوح تكلفة التي إن تي من 50 سنتًا للرطل سابقًا إلى أكثر من 20 دولارًا في الوقت الراهن، مع زيادة التكاليف بسبب تعريفات جمركية فرضها سابقًا الرئيس ترامب بنسبة 10%، مما رفع أجور الاستيراد من مصادر مثل تركيا، فيتنام، وأستراليا. هذه الزيادات تدفع نحو مضاعفة تكلفة المشاريع التي تعتمد على مادة تي إن تي.

الإجراءات الأمريكية لمواجهة نقص مادة تي إن تي وتأثيرها الاقتصادي

في مواجهة الأزمة، منح الكونغرس عقدًا قيمته 435 مليون دولار لشركة Repkon USA لبناء وتشغيل مصنع محلي لإنتاج مادة تي إن تي في غراهام، كنتاكي، وهو مشروع يؤكد التزام الدولة بتقليل الاعتماد على المصادر الأجنبية وتعزيز أمنها القومي، وفقًا لما صرح به اللواء جون ت. ريم في مؤتمر صحفي. رغم ذلك، لن يبدأ المصنع العمل قبل عام 2028، مما يستلزم وجود حلول مؤقتة لتوفير الإمدادات. إلى جانب ذلك، يعاني السوق من نقص في متفجرات أخرى بديلة مثل RDX، مما يزيد من الضغط على الصناعات التي تعتمد على هذه المواد في مجالات التعدين واستخراج المعادن التي تدخل في تصنيع الأجهزة الإلكترونية، مواد البناء، والطاقات المتجددة.

يبقى الاعتماد على مادة تي إن تي بالنسبة للاقتصاد الأمريكي عاملًا حيويًا يعكس تأثيرًا واسع النطاق على القطاعات الصناعية والمشاريع الوطنية؛ فبدون توفيرها بكميات كافية، ستتأثر الأعمال الأساسية المتعلقة بالبناء، الطاقة، والتكنولوجيا الحديثة، مما يجعل البحث عن حلول مبتكرة ذات أولوية قصوى في ظل الأزمات العالمية.