رؤى متجددة.. رئيسة اتفاقية باريس تكشف كيف يمهد انسحاب ترامب من ملف المناخ الطريق للصين
انسحاب ترامب من ملف المناخ يُفتح المجال للصين للقيادة العالمية في مواجهة التغير المناخي، ويُعتبر هذا التحول من أبرز الأحداث التي تؤثر بشكل مباشر على مستقبل السياسات البيئية الدولية، خصوصًا في ظل الصراع المتصاعد حول أفضل السبل للحد من الانبعاثات والحفاظ على كوكب الأرض.
كيف يمهد انسحاب ترامب من ملف المناخ الطريق للصين في قيادة جهود الطاقة النظيفة؟
أكدت كريستيانا فيغيريس، المهندسة الرئيسية لاتفاقية باريس للمناخ، أن قرار دونالد ترامب بتعطيل جهود الولايات المتحدة في مواجهة أزمة المناخ شكّل فرصة نوعية للدول الأخرى، لا سيما الصين، لكي تتصدر المشهد العالمي في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، دون منافسة حقيقية. وفي تصريحاتها أثناء مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “COP30” في بيليم بالبرازيل، لاحظت فيغيريس أن الصين تمضي بخطى ثابتة نحو إنتاج واستهلاك الطاقة منخفضة الكربون، مما يجعلها المنافس الأبرز في هذا الملف الحيوي، رغم كونها أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالمياً، الأمر الذي يعكس التحول الديناميكي في موازين القوى المناخية بين الدول الكبرى.
التحديات والفرص المتاحة في ظل تعثر المساهمات المحددة وطنياً للاحتباس الحراري
قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين، كان من المقرر أن تقدم الدول التزامات جديدة لخفض الانبعاثات العالمية بحلول عام 2035، والمعروفة باسم المساهمات المحددة وطنياً (NDCs)، إلا أن حوالي 60 دولة فقط تمكنت من الالتزام بذلك، وفقًا لأحدث تقرير “فجوة الانبعاثات” الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة. يوضح التقرير أن الانبعاثات ستنخفض بحوالي 12 إلى 15% مقارنة بمستويات 2019، بينما الحد المطلوب للحفاظ على الاحترار العالمي تحت درجتين مئويتين يصل إلى 35%، أما للإبقاء على الاحترار عند 1.5 درجة مئوية، فيجب تقليل الانبعاثات بنسبة 55%. مع ذلك، ترى فيغيريس أن هذا التأخير لا يعكس عدم جديّة، بل تقليلًا في التقديرات، وهي واثقة من قدرة الدول على تجاوز الأهداف التي أعلنتها، خاصة مع استمرار القفزات في تطوير حلول الطاقة النظيفة ونشرها عالميًا.
دور الصين والابتكارات الجديدة في تعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة عالمياً
أشاد أندريه كوريا دو لاغو، الدبلوماسي البرازيلي المسؤول عن مؤتمر COP30، بالصين لدورها المحوري في إيجاد حلول تناسب الجميع، حيث أصبحت الألواح الشمسية أكثر تنافسية وانتشارًا مقارنة بطاقة الوقود الأحفوري، مع ما يرافق ذلك من خفض في التكاليف وتحفيز التحول الطاقي. وفي إطار دعم التحول الذكي للطاقة، تقود الإمارات مبادرة “AIM for Scale” التي تستهدف توفير الذكاء الاصطناعي لـمئة مليون مزارع، لتعزيز استدامة الأنظمة الزراعية. كما يلعب الأمين التنفيذي الحالي لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، دورًا في تشجيع الاقتصادات على تبني السياسات المناخية الفاعلة لتفادي الركود وارتفاع الأسعار المرتبطة بالتخلف عن المنافسة في هذا المجال الحيوي.
| المبادرة | الدولة | المجال | الأثر المتوقع |
|---|---|---|---|
| AIM for Scale | الإمارات | الذكاء الاصطناعي في الزراعة | دعم 100 مليون مزارع لتعزيز استدامة الإنتاج |
| تطوير الطاقة منخفضة الكربون | الصين | الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة | خفض تكلفة الطاقة وزيادة التنافسية العالمية |
