تحول جذري .. وارن بافيت يسلم مفاتيح ثروته للجيل الجديد ويودّع زمن الأرقام
وارن بافيت يغيّر خطة توزيع ثروته الضخمة ويُسلّم الإرث الخيري للجيل الجديد
يرى وارن بافيت، الحكيم الشهير من أوماها، أن الوقت قد حان لتغيير طريقته في توزيع ثروته الضخمة التي تبلغ نحو 150 مليار دولار، حيث قرر تفويض أبنائه الثلاثة بإدارة أمواله الخيرية، بعد سنوات طويلة من التبرع لمؤسسات ضخمة مثل مؤسسة بيل وميليندا غيتس. التعبير الأبرز في رسالته إلى مساهمي شركته بيركشاير هاثاواي يؤكد أن “فترة شهر العسل” مع العمل الخيري لن تستمر للأبد، ما يعكس تطور نظرته ومسؤولياته تجاه الإرث المالي والإنساني.
خطط توزيع ثروت وارن بافيت الجديدة عبر أبنائه
تُعد ثروت وارن بافيت من بين الأكبر عالميًا، وقدرها موقع “بلومبرغ” بنحو 150 مليار دولار، إلا أن قراره الأخير يعكس اهتمامه المتزايد بما يتركه من أثر إنساني بعيدًا عن الأرقام فقط. وينتقل بافيت اليوم إلى مراجعة كبيرة لمساره الخيري بعدما لاحظ أن بعض الخطط لم تسِر كما توقع، وأكد أن الحظ كان له دور لا يُغفل في نجاحاته، حيث قال: “لقد ولدت عام 1930، أبيض البشرة، ذكرًا، في أمريكا.. يا لها من صفقة رائعة مع سيدة الحظ!”، وأضاف بأن الزمن لا يمكن هزيمته مهما بلغت الإنجازات. بناءً على خطته الجديدة، سيتم تحويل الجزء الأكبر من ثروته إلى مؤسسات خيرية مستقلة يديرها أبناؤه سوزي، هوارد، وبيتر، وكل منهم سيركز على قضايا محددة مثل التعليم، الأمن الغذائي، مكافحة الاتجار بالبشر، ودعم المجتمعات المهمشة.
تأثير قرار وارن بافيت على مبادرة تعهد العطاء العالمية
أثار قرار بافيت تعيد توجيه ثروته للجيل الجديد تساؤلات عدة حول مستقبل مبادرة “تعهد العطاء” التي أسسها عام 2010 مع بيل وميليندا غيتس، والتي تدعو الأثرياء للتبرع بنصف ثرواتهم على الأقل خلال حياتهم أو بعدها. ورغم التزام بافيت بالتبرع بأكثر من 99% من ثروته، تُظهر الدراسات أن كثيرًا من الموقعين لم يلتزموا بهذا النسبة، بل زادت ثرواتهم بوتيرة أسرع من مساهماتهم الخيرية. تجاوزت تبرعات بافيت 60 مليار دولار، معظمها لمؤسسة غيتس، لكن الفتور الأخير في علاقتهما بعد طلاق بيل وميليندا واستقالته من مجلس الإدارة دفعه للتركيز على نموذج عطاء محلي وعائلي يراعي روح المبادرة والمرونة، بعيدًا عن البيروقراطية التي باتت تعيق العمل الخيري.
- وارن بافيت يُثبت استمراره كأذكى صانع صفقات رغم تخطيه 95 عامًا
- أرباح «بيركشاير هاثاواي» ترتفع 17% قبل تسليم القيادة
حكمة وارن بافيت في مواجهة الزمن وتأملاته في الحياة والمال
التغير الذي يجسده بافيت في هذه المرحلة هو ليس مجرد إعادة ترتيب مالي، بل تأمل عميق في العمر والخلود وقيمة الحياة. تحدث بافيت عن طفولته في أوماها، وعن معلمه وصديقه الراحل تشارلي مونجر، وذِكر بعض جيرانه الذين أصبحوا رؤساء لشركات كبرى مثل كوكاكولا. أعاد إلى الذاكرة الحوادث التي كادت أن تودي بحياته في طفولته، وأشار إلى أن الحظ منح له فرصة التعلم والتطور رغم قسوته. من خلال هذه الخلفية، يقدم درسًا أساسيًا في الفرق بين المال والمعنى، قائلاً إن العظمة لا تتحقق بمجرد جمع الأموال أو النفوذ، بل من خلال تأثيرك الإيجابي على حياة الآخرين، والتصرف بلطف لا يُقاس بأي ثمن. ويدعو في رسالته إلى أن يحدد الإنسان ما يريد أن يُقال عنه في نعيه، ثم يعيش الحياة التي تستحقها فعلاً، بمعنى يعيش بقيمة ذات معنى لا مجرد أرقام مالية.
| ابن وارن بافيت | مجال التركيز |
|---|---|
| سوزي | التعليم |
| هوارد | الأمن الغذائي |
| بيتر | مكافحة الاتجار بالبشر ودعم المجتمعات المهمشة |
