جهاز أبوظبي للاستثمار يعلن عن 29 شراكة استراتيجية.. لتسريع تسويق حلول التنقل الذاتي وتعزيز الابتكار في القطاع
تسريع تسويق حلول التنقل الذاتي يتجلى من خلال 29 شراكة استراتيجية أعلن عنها جهاز أبوظبي للاستثمار، حيث تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز استخدام الأنظمة ذاتية الحركة في منظومة الخدمات اللوجستية بشكل متكامل. جاءت هذه الاتفاقيات خلال قمة أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة التي تُعقد ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة، مما يجسد ريادة الإمارة في تبني تقنيات التنقل الذكي.
أبوظبي مركز عالمي لتسريع تسويق حلول التنقل الذاتي وتطبيقها
تُعزز الاتفاقيات الـ 29 التي وقعها مكتب أبوظبي للاستثمار مكانة أبوظبي كواحدة من أوائل المدن عالميًا التي تطبق منظومة متكاملة للبنية التحتية والتنظيمية للأنظمة ذاتية الحركة، الأمر الذي يتيح للشركات الانتقال من المرحلة التجريبية إلى التشغيل التجاري الكامل لهذه الحلول؛ ويعود هذا النجاح إلى بيئة الاستثمار الجاذبة ومواقع الاختبار المتطورة التي أصبحت مركزًا عالميًا لتطوير وتشغيل تقنيات الجيل القادم في قطاع التنقل الذكي. وترتكز الشراكات الاستراتيجية على التعاون مع شركات رائدة عالميًا مثل “كي 2″، و”لود أوتونومس”، و”أوتولوجيكس”، بالإضافة إلى منصة “صناعة” لدعم المنتجات الإماراتية، و”تراكت إيزي”، و”مالتي ليفل”، و”سبيس 42″، وغيرها من الشركات المحلية والإقليمية والعالمية في مجال الأنظمة الذكية.
تطبيقات عملية متعددة لتعزيز تسويق حلول التنقل الذاتي في قطاعات متنوعة
تغطي الاتفاقيات مجالات حيوية مختلفة تشمل خدمات التوصيل في التجارة الإلكترونية والغذاء، بالتعاون مع “أبوظبي للتنقل”، ومنصات “طلبات” و”نون”، وشركة “أرامكس”؛ كما تشمل التوصيل في قطاع الرعاية الصحية بالتعاون مع “بيورلاب”، والخدمات الصناعية واللوجستية مع “أدنوك للإمداد والخدمات”، حيث يعمل الشركاء محليًا وعالميًا على تسريع تنفيذ المشاريع وتحويلها إلى حلول تجارية متكاملة، ما يسهم في إحداث تغييرات جذرية في منظومة الخدمات اللوجستية في الإمارة. وبدأت تطبيقات الأنظمة ذاتية الحركة في التوصيل البري والجوي إلى جانب الحلول الصناعية المتخصصة تُطبق فعليًا في مناطق مختلفة بأبوظبي، بما يعكس تحولًا جذريًا في طرق نقل السلع وتوصيلها للأفراد والشركات؛ هذا التحول يخضع لإشراف مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة الذي ينظم منظومة شاملة تشمل البنية التحتية والأُطر التنظيمية اللازمة.
دور الابتكار والتنسيق التنظيمي في تعزيز تسويق حلول التنقل الذاتي بأبوظبي
يركز التوجّه الحالي على تطوير واعتماد حلول ذاتية الحركة تمتاز بالاستدامة والكفاءة والأمان، من أجل بناء منظومة لوجستية حديثة تضع العملاء في المقام الأول؛ ويسهم مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة في توفير بيئة متكاملة تشمل البنية التحتية والأطر الأمنية، وتمكين اختبار الحلول الذاتية على نطاق واسع وتقييم جدواها التجارية. وأوضح بدر سليم سلطان العلماء، المدير العام لمكتب أبوظبي للاستثمار، أن هذه الاتفاقيات تأتي نتيجة سنوات من الأبحاث والتطوير في مجمّع المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI)، لترجمة الجهود البحثية والتنظيمية إلى تطبيقات تجارية واقعية، وتشكّل خطوة استراتيجية ترسّخ مكانة أبوظبي كوجهة عالمية لتطوير الأنظمة ذاتية الحركة؛ ويتيح هذا التحول الانتقال من دراسات الجدوى إلى التطبيق التجريبي والتشغيل التجاري الذي يخدم قطاعات التجارة الإلكترونية والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية، مما يدعم نمو الصناعات المستقبلية وتحقيق أثر إيجابي على المجتمع والأعمال.
تعمل “منصة صناعة” بالشراكة مع “أدنوك للإمداد والخدمات” على تطوير حلول لوجستية مبتكرة تهدف إلى إعادة تعريف حركة نقل وشحن البضائع، مثل تشغيل مركبات ذاتية القيادة على مدار الساعة لتقليل الانبعاثات والتكاليف، وإنشاء مستودعات ذكية مدعمة بالروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى نظام رقمي لإدارة الأسطول يتفاعل مع البيئة في الوقت الفعلي؛ كما تمتد منظومة الإدارة الذكية لتشمل شبكة النقل الجوي عبر مشاريع تجريبية لتوصيل الطرود باستخدام الطائرات بدون طيار في ظل تعاون شركات مثل “لود أوتونومس”، و”بيورلاب”، و”إي إم إكس”، و”أرامكس”، و”نون”، مما يعكس الإمكانات التجارية والتشغيلية والبيئية لهذه الحلول، بداية من نقل العينات الطبية ضمن سلاسل تبريد آمنة إلى توصيل الطرود بين مراكز الفرز ومناطق التسليم.
تواصل أبوظبي توسعها في مجال الحلول اللوجستية الذاتية مع شراكات تقودها شركة “كي 2” بالتعاون مع “طلبات” و”إي إم إكس” و”مؤسسة الإمارات للطاقة النووية” و”نون” ودائرة البلديات والنقل، حيث تشمل التجارب نقل البضائع جويًا وبريًا باستخدام المركبات الكهربائية والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى تشغيل أسطول من المركبات الذكية الخاصة بتنظيف الشوارع باستخدام أنظمة ذاتية القيادة. هذه المبادرات تعكس ريادة أبوظبي في تبني حلول التنقل الذكي داخل البيئة الحضرية، وتدعم أهداف الحياد المناخي بينما تعزز كفاءة الخدمات اللوجستية.
وفي إطار هذه الجهود، أطلقت مجموعة “سفن إكس” مشروع “أوتولوجيكس” بالشراكة مع “زيلوستك” و”بريد الإمارات”، لتشغيل شاحنات نقل ذاتية القيادة من المستوى الرابع، دون مقصورة قيادة أو عجلة تحكم، توفر نقلًا حضريًا آمنًا وأكثر كفاءة ومرتبطًا بالطاقة النظيفة؛ ويجسد هذا المشروع الرؤية المتكاملة التي تعتمدها أبوظبي في تطوير التنقل الذكي عبر دمج البنية التحتية والبيئة التنظيمية والابتكار تحت إشراف مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة، ما يعزز الكفاءة والاستدامة للأنظمة اللوجستية المستقبلية، ويؤكد ريادة الإمارة في صناعة اقتصاد المستقبل المبني على الابتكار والحلول الذاتية.
