انطلاقة قوية.. استثمارات بـ55 مليار جنيه تعيد إحياء صناعة الغزل والنسيج في مصر وتفتح آفاق المستقبل

تأتي استثمارات بـ55 مليار جنيه في مصر لتعزيز صناعة الغزل والنسيج، مما يعكس خطوة هامة لإعادة إحياء هذا القطاع الحيوي الذي يُعتبر من أقدم الصناعات الوطنية وأحد الدعائم الاقتصادية الأساسية. تسعى الدولة إلى رفع كفاءة تصنيع القطن المصري طويل التيلة وزيادة قيمته المضافة، عبر تطوير متكامل يشمل المصانع والعمالة وعمليات التسويق والإدارة الحديثة.

تطوير صناعة الغزل والنسيج في مصر باستثمارات ضخمة وتحديث شامل

تقوم وزارة قطاع الأعمال العام بتنفيذ خطة إصلاح واسعة تتجاوز تكلفتها 55 مليار جنيه، تهدف إلى إعادة هيكلة الشركة القابضة للغزل والنسيج وتجديد مصانعها الكبرى في المحلة الكبرى وكفر الدوار وحلوان وشبين الكوم، بما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية في جودة الإنتاج وكفاءته. وتُركز هذه الخطة على إدخال أحدث الماكينات المتطورة، وتطبيق نظم إدارة رقمية متقدمة لضمان الفاعلية التشغيلية واستدامة التصنيع. ومن الإنجازات المهمة تشغيل أكبر مصنع غزل في العالم بالمحلة الكبرى بطاقة إنتاجية ضخمة تسمح بإنتاج الغزل الرفيع باستخدام القطن المصري، مما يعيد مصر بقوة إلى المنافسة في الأسواق العالمية للمنسوجات ذات الجودة العالية.

ربط مزارع القطن بالمصانع والمستهلكين ضمن منظومة متكاملة لتحسين الجودة والكفاءة

تتضمن خطة إعادة إحياء صناعة الغزل والنسيج في مصر إنشاء منظومة متماسكة تربط بين المزارع والمصانع والمستهلك النهائي، ما يمنح شفافية كاملة ورقابة دقيقة على جودة القطن بدءًا من الحقول وحتى المنتج النهائي. وترتكز هذه المنظومة على تدريب متقدم للكوادر العاملة، حيث أطلقت الوزارة برامج متخصصة لرفع مهارات التشغيل والجودة والتسويق، مع إدخال تقنيات رقمية لمتابعة مراحل الإنتاج وتحليل الأداء بشكل فوري. يوفر هذا النهج تكاملًا صناعيًا كاملاً يتتبع كل مرحلة من زراعة القطن مرورًا بعمليات الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز وصولًا إلى المنتجات النهائية، لتعظيم القيمة المضافة في جميع خطوات الإنتاج.

فتح أسواق جديدة وتوطين التكنولوجيا لتعزيز مكانة القطن المصري عالميًا

تتضمن خطة تطوير قطاع الغزل والنسيج التوسع في الأسواق التصديرية، مستهدفة إفريقيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، عبر شراكات محلية وعالمية لإطلاق علامة تجارية تمثل جودة الصناعة المصرية. يرافق ذلك دمج 32 شركة في 7 كيانات كبرى لتعزيز الاستفادة من الأصول وتوحيد إدارة العمليات، مع إقامة مجمعات نسيج وصباغة جديدة توفيرًا للطاقة الإنتاجية، فضلًا عن التعاون مع شركات عالمية مثل “إندوراما” و”أروجلو” لتوطين التكنولوجيا الحديثة وزيادة حجم الاستثمارات. يؤكد وزير قطاع الأعمال المهندس محمد شيمي أن المشروع القومي يهدف لتحويل الشركات إلى كيانات اقتصادية قادرة على المنافسة الدولية، ما يعزز من صادرات الصناعة والسمعة المرتبطة بالقطن المصري كرمز للتميز والجودة.

تكشف خطة استثمارات بـ55 مليار جنيه في قطاع الغزل والنسيج عن رؤية واضحة لجعل مصر مركزًا إقليميًا لصناعة المنسوجات عالية الجودة، مستفيدة من القطن طويل التيلة المصري الذي يُعرف بجودته الفائقة. يظهر التطوير الشامل في المصانع، وتطبيق أنظمة الإدارة الرقمية، وبرامج التدريب المتقدمة، والتوجه لخلق منظومة متكاملة تسهم في استدامة الإنتاج وتحسين منافسته تنافسية القطاع على الصعيد الدولي. ويُشكّل هذا المسعى المتواصل عودة قوية لصناعة الغزل والنسيج التي كانت تُلقب بالذهب الأبيض، مع إرساء أسس تصنيعية تستجيب لطلب الأسواق العالمية وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتنمية المستدامة.