تراجع الذهب .. فرصة استثمارية مثيرة بين المستثمرين أو مجرد تصحيح مؤقت؟

شهدت أسعار الذهب تقلبات حادة خلال الأيام الأخيرة، حيث تراجعت بشكل مفاجئ بنسبة 8.3% لتصل إلى 4017 دولارًا للأونصة، بعد أن بلغت ذروتها عند 4381 دولارًا، وهو أكبر انخفاض يومي خلال 12 عامًا؛ ما أثار جدلاً واسعًا بين المستثمرين حول فرص البيع والشراء.

أسباب هبوط أسعار الذهب المفاجئ وتأثيرها على السوق

رأى خبراء الاقتصاد أن الانخفاض المفاجئ في أسعار الذهب يعود إلى ثلاث عوامل رئيسية متداخلة؛ أولها جني الأرباح من المستثمرين بعد تحقيق المعدن النفيس زيادة تقارب 60% منذ بداية عام 2025، ما دفع البعض لتثبيت مكاسبهم؛ ثانيها ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.4%، مما قلل من جاذبية الذهب كبديل؛ وأخيرًا التفاؤل باتفاق تجاري محتمل بين واشنطن وبكين، وهو ما خفف من الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل تقلبات الأسواق. على الرغم من هذا الهبوط، عاود الذهب التعافي جزئيًا بارتفاع 2.5% يوم الخميس مسجلاً 4119 دولارًا للأونصة، مما أظهر حالة تردد واسعة بين المستثمرين بشأن التوجه المقبل للسوق.

تفاعل المستثمرين ومستخدمي مواقع التواصل مع تذبذب أسعار الذهب

شغل تراجع أسعار الذهب حيزًا كبيرًا من مناقشات المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف الناشط المعروف باسم “العنقري” الهبوط بأنه مجرد استراحة مؤقتة، مؤكدًا استمرار العوامل الداعمة لارتفاع الذهب مثل القلق من الدين الأمريكي المتصاعد؛ في المقابل، رأى “مستر ماكس” في هذه التذبذبات فرصة مناسبة لزيادة الحيازات من الذهب بأسعار أقل؛ مع ذلك، حذر الناشط محمد المتداولين من المغامرة والمضاربات في ظل ظروف السوق المتقلبة الحالية، مشيرًا إلى أن عدم الاستقرار قد يؤدي إلى خسائر غير متوقعة.

توقعات أسعار الذهب وقراءة الخبراء للسوق حتى 2026

في ضوء التراجع الأخير، أعادت مؤسسات مالية كبرى مثل بنك أوف أميركا وسوسيتيه جنرال الفرنسي تقييم توقعاتها المستقبلية، متنبئين بوصول أسعار الذهب إلى حوالي 5000 دولار للأونصة خلال عام 2026، معتمدة على عوامل عدة من بينها استمرار مخاوف التضخم، وتراجع ثقة المستثمرين في الأسواق العالمية، والتي تُبقي الذهب كخيار بديل جذاب. هذا التشاؤم الحذر يعكس تحديات متطلبات الاستقرار المالي العالمي ودور الذهب كعنصر استراتيجي في محافظ الاستثمار.