تطورات خطيرة.. خرائط حية لتتبع الطائرات المسيرة في أنحاء العالم لمواجهة الهجمات «الهجينة» بكفاءة عالية

تتزايد أهمية وجود خرائط حية لتتبع الطائرات المسيرة في أنحاء العالم مع تصاعد التهديدات والهجمات “الهجينة” التي تستهدف الأجواء الأوروبية وبنيتها التحتية الحيوية، ما يجعل إنشاء نظام فعال لمراقبة هذه الطائرات ضروريًا لضمان الأمن القومي.

أهمية تسجيل تحركات الطائرات المسيرة لمواجهة التوغلات الجوية

اقترح وزير الداخلية البلجيكي برنارد كوينتن ضرورة تسجيل جميع تحركات الطائرات المسيرة لكشف التوغلات الأجنبية بشكل دقيق داخل أجواء أوروبا، مؤكدًا أن رؤية أجسام غريبة في السماء ليست بالأمر الجديد، لكن تتبعها بشكل منظم يُمثل خطوة أساسية لتعزيز الأمن الجوي؛ فقد رُصدت نحو 31 ألف طائرة مسيرة عام 2023 بالقرب من مطار بروكسل فقط، مما يبرز حاجة وجود نظام تسجيل فعال يعزز قدرة الدول الأوروبية على تمييز الطائرات المدنية عن المشبوهة.

تحديات الهجمات الهجينة وضرورة “جدار دفاعي” ضد الطائرات المسيرة الأوروبية

لم تتوقف الهجمات الهجينة على الأمان السيبراني فقط، بل شملت عمليات توغّل بطائرات مسيرة روسية دخلت المجال الجوي البولندي وعبرت دولًا أخرى في الاتحاد الأوروبي مثل الدنمارك وبلجيكا، ما دفع لاقتراح “جدار دفاعي ضد الطائرات المسيرة” كمبادرة لحماية الحدود والبنى التحتية الحيوية؛ هذا النظام يجب أن يمنح رؤية فورية بخصوص الطائرات المسيرة المسجلة والقادمة من مصادر مجهولة، وتنقل البيانات إلى الأجهزة الأمنية المختصة للتعامل معها بما يضمن منع أي تهديد.

خطط محكمة لإنشاء نظام تسجيل أوروبي موحد للطائرات المسيرة

دعا وزير الداخلية البلجيكي إلى وضع حل أوروبي موحد يمكن من خلاله تسجيل الطائرات المسيرة بشكل مشترك، مع تأسيس قاعدة بيانات مشتركة ونظام إنذار متقدم، ما سيمنح الدول الأعضاء قدرة أفضل على الرد على محاولات الاختراق أو التجسس، خصوصًا في ضوء النشاط الجاسوسي الروسي المتزايد على الأراضي البلجيكية، التي تضم مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وأكد كوينتن أن وجود نظام تسجيل وطني في بلجيكا هو خطوة أولى، لكن التحرك نحو حلول أوروبية موحدة يعزز من قدرة الردع ويحقق مستوى أعلى من التنسيق بين الدول.

تتضح الحاجة الملحة إلى تطوير أنظمة متقدمة لمتابعة حركة الطائرات المسيرة، وتشديد الإجراءات الأمنية على استخدامها، خاصة مع ارتفاع وتيرة الهجمات الإلكترونية والتخريبية، ودعم اتخاذ التدابير الأوروبية الموحدة يُعزز استدامة الأمن داخل القارة، وقد يتطلب تنفيذ هذا النظام بعض الوقت، لكن البدء على المستوى الوطني يبقى خطوة هامة لا يمكن تجاهلها.