تصاعد التوترات.. الحرب التجارية بين أمريكا والصين تستعد لمحادثات حاسمة في ماليزيا

تتصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين بشكل واضح مع اقتراب جولة مفاوضات جديدة في ماليزيا، حيث تستعد الصين والولايات المتحدة لعقد مفاوضات اقتصادية وتجارية خلال الفترة من 24 إلى 27 من هذا الشهر، في ظل توترات متزايدة تؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل ملحوظ.

تصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين يرفع الرسوم الجمركية والإجراءات الانتقامية

في ظل تصعيد الحرب التجارية بين أمريكا والصين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على مختلف الواردات الصينية، إلى جانب قيود صارمة على تصدير البرمجيات الحيوية المصنعة داخل الولايات المتحدة، والتي ستدخل حيز التنفيذ بدءًا من الشهر المقبل، وسط تصاعد التوترات الاقتصادية بين القوتين العظميين. من جهتها، ردت الصين بإجراءات أشد، حيث قامت بتوسيع ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة إلى خمسة عناصر إضافية، وفرضت رقابة مشددة على مستخدمي أشباه الموصلات، مهددة الأسواق العالمية بتداعيات كبيرة. هذه الخطوات المتبادلة تعكس استعداد كلا الطرفين لاستمرار هذه الحرب التجارية حتى الوصول إلى نتائج حاسمة.

خلفية النزاع التجاري بين واشنطن وبكين ودوره في تصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين

بدأ النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة في أبريل 2024 عندما أطلق مكتب الممثل التجاري الأمريكي تحقيقًا بموجب المادة 301 من قانون التجارة، مستهدفًا سيطرة الصين على صناعة بناء السفن عالمياً، وهو ما اعتبرته بكين تهديدًا للأمن القومي لصناعة الشحن لديها. تبع ذلك فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 100% على واردات صينية، إضافة إلى رسوم موانئ تستهدف السفن المرتبطة بالصين، مما دفع بكين للرد بفرض رسوم موانئ على السفن الأمريكية وحظر تعامل الشركات الصينية مع خمس شركات أمريكية تابعة لشركة “هانوا أوشن” الكورية الجنوبية. هذه التطورات دفعت الأزمة التجارية إلى منحى أكثر تعقيداً، وزادت من حدة الحرب التجارية بين أمريكا والصين.

الأثر الاقتصادي الواضح في ظل استمرارية الحرب التجارية بين أمريكا والصين

تكشفت آثار الحرب التجارية بين أمريكا والصين بشكل جلي في تراجع صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 27% خلال الشهر الماضي، رغم كون الصين المزود الأكبر للمعادن الأرضية النادرة التي تدخل في صناعة تقنيات متقدمة مثل السيارات الكهربائية والطائرات والرادارات العسكرية، حيث تتحكم في أكثر من 90% من تلك المعادن معالجة ومواد مغناطيسية. وأشارت تقارير صحفية إلى أن شركات سيارات كبرى مثل فورد وجنرال موتورز وستيلانتس ستتأثر بشكل كبير من الرسوم الجمركية الأمريكية، مع خسائر متوقعة تصل إلى 7 مليارات دولار خلال 2025. في مواجهة ذلك، أعلنت وزارة النقل الصينية فرض رسوم موانئ محددة على السفن الأمريكية ابتداءً من منتصف أكتوبر، على أن تكون تدريجية وتزيد سنويًا، في محاولة لحماية مصالحها الأوروبية والاقتصادية وسط المواجهة المتصاعدة. كما حذر صندوق النقد الدولي من ازدياد الديون وتباطؤ النمو العالمي جراء تلك الحرب التجارية التي تزداد حدتها، في حين أظهرت بيانات الجمارك الصينية ارتفاع الصادرات إلى بقية دول العالم بنسبة 8.3% خلال سبتمبر، في مقابل استمرار تراجع الصادرات إلى الولايات المتحدة للشهر السادس على التوالي.

التاريخ الإجراء الأمريكي الإجراء الصيني
أبريل 2024 بدء تحقيق المادة 301 ضد صناعة بناء السفن الصينية وصف التحقيق بأنه تهديد للأمن القومي
أكتوبر 2024 فرض رسوم جمركية 100% وقيود على البرمجيات فرض رسوم موانئ على السفن الأمريكية بحد أقصى خمس رحلات سنويًا
سبتمبر 2024 تراجع صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 27% زيادة ضوابط تصدير المعادن الأرضية النادرة وتوسيعها إلى خمسة عناصر جديدة

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.