تحول مفاجئ.. أمريكا تفتح مخزون البلوتونيوم لشركات الطاقة وتحدث نقلة استراتيجية واسعة
تفتح الولايات المتحدة مخزونها من البلوتونيوم أمام شركات الطاقة النووية لتحويل النفايات النووية إلى وقود لمفاعلات متطورة، في محاولة لكسر احتكار روسيا لسلاسل توريد اليورانيوم المتخصص. وزارة الطاقة الأمريكية طرحت طلبًا يسمح لشركات الطاقة النووية بالحصول على ما يصل إلى 19 طنًا متريًا من البلوتونيوم المستخرج من رؤوس حربية تعود إلى حقبة الحرب الباردة.
إطلاق مبادرة البلوتونيوم لشركات الطاقة المتقدمة لتسريع التصاريح
تعتزم وزارة الطاقة الأمريكيّة اختيار مجموعة أولى من الشركات بحلول نهاية ديسمبر، مع توقعات باستمرار إعطاء العقود وتجدديتها وفقًا للحاجة. وقد أوضحت الوزارة أن تخصيص البلوتونيوم للشركات قد يُسرع من إجراءات الحصول على تصاريح تشغيل من هيئة التنظيم النووي، وهو أمر جوهري لبدء العمل في المنشآت النووية الحديثة. يأتي ذلك ضمن خطة لتعزيز استخدام البلوتونيوم كمصدر وقود في مفاعلات الجيل الجديد التي تسعى الولايات المتحدة لتطويرها وتنويع مصادرها بعيدًا عن الهيمنة الروسية.
شركات الذكاء الاصطناعي في طليعة المتقدمين للحصول على مخزون البلوتونيوم
تتوقع الجهات المعنية تقديم شركتي أوكلو الأمريكية، المدعومة من سام ألتمان أحد مؤسسي أوبن أي آي، ونيوكليو الفرنسية طلبات لاستلام البلوتونيوم الحكومي. ويرتبط هذا التوجه بزيادة الطلب على الطاقة المرتقب، خاصة مع النمو المتسارع لمراكز البيانات التي تدعم نماذج الذكاء الاصطناعي والتي من المتوقع أن تضاعف الحاجة إلى الطاقة بحلول 2035.
يضاف إلى ذلك أن مفاعلات الطاقة النووية الصغيرة ذات الوحدات ذات القدرة حتى 300 ميغاواط تعتمد على وقود اليورانيوم منخفض التخصيب عالي النقاء، وهو ما يسيطر عليه الإنتاج الروسي. بعد قرار إدارة بايدن في 2024 بمنع واردات اليورانيوم الروسي، تظل الولايات المتحدة تنتج أقل من طن سنويًا، الأمر الذي يشكل حاجزًا لتوسع هذه المفاعلات. وتنفيذ الأوامر التنفيذية الصادرة في عهد ترامب استهدف زيادة التوفر المحلي لهذا النوع من الوقود عبر تحرير الاحتياطيات الحكومية.
تحديات أمنية ومخاوف من تسرب البلوتونيوم من شركات الطاقة
رغم الفوائد الاقتصادية والاستراتيجية الواضحة، يثار قلق أبرز الخبراء من المخاطر الأمنية المتعلقة باستخدام البلوتونيوم في القطاع المدني وخطر تسربه أو سرقته. أشار الفيزيائي إدوين ليمان إلى أن عدم وجود ضمانات صارمة لحماية البلوتونيوم كما لو كان سلاحًا نوويًا قد يعزز فرص تعرضه للسرقة. ويعتمد منح التصاريح على تقديم الخطط التفصيلية لإعادة تدوير البلوتونيوم وتصنيعه كوقود آمن، إلى جانب تدابير الصيانة والسلامة المتقدمة.
وتحظى الشركتان المتقدمتان بدعم مالي وتقني؛ إذ وافقت نيوكليو على استثمار يصل إلى ملياري دولار لتطوير صناعة وتصنيع الوقود النووي المتقدم في الولايات المتحدة. ويؤكد مؤسس نيوكليو، ستيفانو بونو، أن المخزون الموجود من الوقود المستهلك يمكن أن يمد الولايات المتحدة باستقلال طاقوي لما يقارب المائة عام. تجدر الإشارة إلى أن المحاولة السابقة في 2018 لتحويل البلوتونيوم لأغراض مدنية أُلغيت بسبب التكاليف الباهظة، بالإضافة إلى وجود غموض قانوني بشأن صلاحيات الإدارة التنفيذية لتوزيع البلوتونيوم مقارنة بصلاحيات الكونغرس على النفايات النووية.
| العنصر | الكمية المخصصة | الغرض |
|---|---|---|
| البلوتونيوم الحكومي | حتى 19 طن متري | تحويله إلى وقود لمفاعلات نووية |
| الاستثمار المعلن من نيوكليو | حتى 2 مليار دولار | تطوير وتصنيع وقود نووي متقدم |
| مفاعلات الطاقة النووية الصغيرة | حتى 300 ميغاواط | استخدام وقود اليورانيوم منخفض التخصيب |
