تجار الخام يعززون الأرباح.. رفع الأسعار 100 جنيه لتقليل خسائرهم الجمركية بشكل فعّال

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا واضحًا خلال تعاملات اليوم الخميس، مدفوعة بزيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن أمام تجدد التوترات الجيوسياسية وتصاعد حالة عدم التيقن في الأسواق العالمية، إلى جانب إعادة توزيع الاستثمارات بعد موجة جني الأرباح التي تلت وصول الأسعار لمستويات تاريخية.

تطورات أسعار الذهب في السوق المصرية وتأثيرها على المستثمرين

أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» المتخصصة في تجارة الذهب والمجوهرات، أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا بحوالي 55 جنيهًا للجرام خلال اليوم، حيث بلغ سعر جرام عيار 21 نحو 5600 جنيه، فيما صعد سعر الأوقية بمقدار 40 دولارًا مسجلًا 4143 دولارًا؛ بينما استقر سعر عيار 24 عند 6400 جنيه، وعيار 18 عند 4800 جنيه، وعيار 14 عند 3734 جنيهًا، وحافظ الجنيه الذهب على سعره عند 44800 جنيه.
وأشار إمبابي إلى وجود اضطرابات في تسعير الذهب محليًا، خاصة بعد هبوط سعر الذهب في السوق المصرية بنحو 300 جنيه من أعلى مستوياته عند 5900 جنيه للجرام عيار 21، مع لجوء بعض تجار الخام إلى توسيع الفجوة بين السعر المحلي والأسعار العالمية بنطاق 50 إلى 100 جنيه لتقليل خسائرهم؛ مما يخلق حالة من التذبذب ويدعو المشترين إلى التريث لحين استقرار السوق وموافقة الأسعار المحلية مع المؤشرات العالمية لتداول الذهب.

العوامل العالمية المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن

على الصعيد الدولي، استمرت أسعار الذهب في تسجيل ارتفاعات محدودة بعد تعديل الأسعار من مستوياتها التاريخية الأعلى، مستفيدة من استمرار الطلب على ملاذات الأمن المالي وسط مزيج من عوامل توتر اقتصادي وجيوسياسي، أبرزها النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتأثير إغلاق الحكومة الأمريكية الممتد لأكثر من أربعة أسابيع؛ إضافة إلى توقعات تخفيف السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
تتجه الأسواق نحو احتمالية خفض معدلات الفائدة بربع نقطة مئوية خلال اجتماع لجنة السوق المفتوحة في 29 و30 أكتوبر، كما يرجّح أن يؤثر صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يوم الجمعة على موازين التوقعات بشأن خفض الفائدة، حيث يتابع المستثمرون هذا المؤشر عن كثب لتحديد الاتجاه القادم لأسعار الذهب.

التوترات السياسية والاقتصادية العالمية وتأثيرها على استقرار أسعار الذهب

تشير التطورات الأخيرة إلى تحركات سياسية واقتصادية مهمة تؤثر في ساحة الذهب؛ إذ أعلنت وزارة التجارة الصينية عن رحلة نائب رئيس مجلس الدولة إلى ماليزيا لإجراء محادثات اقتصادية وتجارية مع الولايات المتحدة بين 24 و27 أكتوبر، بينما تدرس واشنطن فرض قيود إضافية على تصدير البرمجيات إلى الصين.
على الجانب الآخر، أصدرت الولايات المتحدة عقوبات جديدة استهدفت شركتي الطاقة الروسيّتين “روسنفت” و”لوك أويل” لتقليل موارد موسكو النفطية، استكمالًا للجهود الرامية لزيادة الضغط على روسيا في صراعاتها، في ظل إلغاء قمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، وهو ما وصفه دميتري ميدفيديف بأنه إعلان “حرب” فعلية ضد روسيا.