بعد تراجع حاد.. خبراء يفسرون أسباب انخفاض أسعار الذهب ويتوقعون تحركات السوق المقبلة
شهدت أسعار الذهب في مصر انخفاضًا ملحوظًا خلال اليومين الماضيين، حيث عانى السوق المحلي والعالمي من تراجع حاد بعد موجة صعود قوية، مما أثار حالة من القلق بين المستثمرين والمستهلكين، إذ سجل سعر الذهب عيار 21 نحو 5570 جنيهًا بعد أن كان قد بلغ 5850 جنيهًا، بينما انخفضت أونصة الذهب عالميًا إلى 4108 دولارات مقارنة بـ 4380 دولارًا.
تأثير سعر الذهب اليوم في مصر والعوامل المؤثرة عليه
تراجع سعر الذهب في السوق المحلية بشكل لافت عقب الهبوط الواضح في المؤشرات العالمية، حسب ما أكد لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، الذي أشار إلى أن سعر الذهب عيار 21 هبط إلى 5550 جنيهًا مقابل 5850 جنيهًا خلال الفترة القريبة، متأثرًا بالانخفاض العالمي في أسعار الأونصة وبتقلبات البورصة الدولية التي تعكس حالة من عدم الاستقرار في الأسواق المالية، كما يرجع هذا التراجع إلى تغيرات في العرض والطلب في السوق المحلي.
كيف تؤثر الحرب التجارية على انخفاض سعر الذهب وتذبذب الأسواق العالمية؟
أوضح المنيب في تصريحاته أن الحروب التجارية بين الدول الكبرى، خصوصًا بين الولايات المتحدة والصين، تلعب دورًا رئيسيًا في تحركات أسعار الذهب، حيث أدى التفاؤل الناتج عن الأنباء حول لقاء مرتقب بين الرئيسين الأمريكي والصيني إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، وهو ما ساعد الدولار على التعافي أمام العملات الأخرى، مما دفع سعر الذهب إلى الهبوط في الأسواق العالمية، وهذا ما يفسر الانخفاض الملحوظ لسعر الذهب في مصر بنمط متزامن مع أسعار الأونصة عالميًا.
العمليات الاستثمارية مثل جني الأرباح وتأثيرها على تراجع سعر الذهب
تعتبر عمليات جني الأرباح من الأحداث المؤثرة على تقلبات سعر الذهب بشكل ملحوظ؛ حيث يميل المستثمرون إلى البيع بعد تحقيق مكاسب سريعة، ما يخلق ضغطًا بيعيًا يؤدي إلى انخفاض السعر مؤقتًا، هذا بالإضافة إلى تأثير الظروف الاقتصادية وعدم وضوح الرؤية في السوق المحلي الذي يتسبب في موجات من التذبذب، بحسب تصريحات نائب رئيس شعبة الذهب، الذي أكد أن عمليات جني الأرباح كانت أحد أسباب انخفاض أسعار الذهب خلال تلك الفترة، كما بيّن أن السوق المصرية تأثرت بشكل مباشر بهذه الظاهرة.
| الفترة | سعر أونصة الذهب (دولار) | سعر ذهب عيار 21 (جنيه) |
|---|---|---|
| بداية العام | 2600 | غير متوفر |
| ذروة الصعود قبل التراجع | 4380 | 5850 |
| بعد التراجع الحاد | 4108 | 5570 |
تجدر الإشارة إلى أن الأسعار شهدت ارتفاعًا تجاوز 68% منذ بداية العام، نتيجة التوترات الاقتصادية والحروب التجارية التي شنتها أمريكا على عدة دول، ما دفع المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن رغم التذبذب الأخير.
توقعات سعر الذهب في مصر للفترة القادمة وتأثير السياسة الاقتصادية العالمية
يحتدم الجدل حول مستقبل سعر الذهب، حيث يرى الخبراء أن عودة التوترات في الحرب التجارية أو تخفيض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يؤديان إلى زيادة الطلب على الذهب، مما يرفع الأسعار مجددًا؛ لأن المستثمرين يميلون إلى البحث عن أصول آمنة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، وهو ما قد يعيد حركة صعود الأسعار ببطء وليس بشكل متسارع كما في السابق، حسبما أوضح وصفي أمين، رئيس شعبة الذهب الأسبق، الذي أشار إلى سيطرة حالة من عدم الوضوح في السوق المحلي نتيجة التذبذب والهبوط الأخير، بالرغم من استمرار عوامل دعم الأسعار مثل ضعف الدولار والتضخم والتوترات الجيوسياسية.
تأثير تغيرات أسعار الذهب على ورش التصنيع والقطاع المحلي في مصر
تسببت الارتفاعات المتتالية الأخيرة في أسعار الذهب في توجه عدد من ورش التصنيع المحلية إلى تخفيف أوزان المشغولات لتناسب متطلبات المواطنين، بالإضافة إلى توقف بعضها مؤقتًا لاستكمال الجرد السنوي وإعادة حساب التكاليف، حيث توقفت بعض الورش منذ منتصف أكتوبر الماضي على أن تستأنف نشاطها مطلع عام 2026؛ وهذا يعكس مرونة السوق المحلية في التعامل مع تغيرات سعر الذهب وتحولات العرض والطلب من ناحية أخرى.
توقعات رئيس الشعبة تشير إلى أن الأسعار سترتفع بشكل تدريجي مع مرور الوقت، إلا أن الوتيرة لن تعاود الارتفاع الحاد الذي كان واضحًا خلال الأسابيع الأخيرة، مما يدل على اتجاه السوق نحو استقرار نسبي وسط مخاوف المستثمرين وتحولات العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية التي تحكم حركة سعر الذهب في مصر.