المدرسة التدريبية المغربية.. مركز صناعة ملوك التكتيك في القارة السمراء وتحقيق الإنجازات الرياضية

أُسهمت المدرسة التدريبية المغربية في رفع المستوى التكتيكي للمنتخبات الوطنية خلال السنوات الأخيرة، مما جعلها مصنعًا حقيقيًا لـ«ملوك التكتيك» في كرة القدم الإفريقية والعالمية. نجاحات المغرب المتتالية على الصعيد القاري والدولي جاءت ثمرة جهد مدربين محليين استطاعوا إحداث نقلة نوعية في طريقة لعب فرقهم.

المدرسة التدريبية المغربية وتطور خطط «ملوك التكتيك» في كرة القدم الإفريقية

شهدت المدرسة التدريبية المغربية تحولات ملحوظة خلال العقد الماضي، بعدما انتقل أسلوب اللعب من الاعتماد على المهارات الفردية إلى تبني الكرة التكتيكية المبنية على تنظيم الدفاع والالتزام بالأدوار المحددة لكل لاعب؛ ما جعل المنتخبات المغربية تنافس على أعلى المستويات. هذا التوجه ساعد المنتخب الوطني في تحقيق إنجازات قارية ودولية لافتة، كان آخرها فوز منتخب الشباب بلقب كأس العالم تحت 20 عامًا. كما أن تأثير هذه المدرسة ظهر جليًا في ترشيح ثلاثة مدربين مغاربة لجوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم 2025، وهم وليد الركراكي، وطارق السكتيوي، ومحمد وهبي.

إنجازات المدربين المغاربة وتأثيرهم في كرة القدم خلال عام 2025

قاد وليد الركراكي المنتخب الأول لتحقيق إنجاز غير مسبوق بالتأهل إلى مونديال 2026، بعد تحقيقه العلامة الكاملة في التصفيات بجمع 24 نقطة من 24 ممكنة، محققًا سلسلة انتصارات تاريخية بلغت 16 مباراة على التوالي. هذا الرقم القياسي حطم أرقامًا سابقة كانت تحتفظ بها منتخبات إسبانيا وألمانيا. بينما ساهم طارق السكتيوي في تتويج منتخب المحليين بلقب كأس أمم إفريقيا التي استضافتها عدة دول شرق إفريقية، وكان له دور بارز في تعزيز قوة الفريق وتماسكه. أما محمد وهبي، فكان له الفضل في قيادة منتخب الشباب القادم إلى القمة عندما توج بكأس العالم تحت 20 عامًا، منتصرًا على منتخبات عالمية كبرى مثل البرازيل، والأرجنتين، وإسبانيا، وفرنسا.

أهمية التكتيك في صقل المواهب عبر المدرسة التدريبية المغربية

بفضل التحول نحو كرة القدم الواقعية التي تعتمد على الانضباط التكتيكي، استطاعت المدرسة التدريبية المغربية صناعة أجيال جديدة من اللاعبين المدربين على اللعب الجماعي والانضباط الدفاعي؛ ما جعلها مصدراً لتخريج «ملوك التكتيك» الذين يسيطرون على مفاتيح اللعب داخل الميدان. وقد أدت هذه التحولات إلى رفع مستوى المنتخبات الوطنية، وتحسين أدائها في مختلف البطولات القارية والعالمية مع انتظام ظهور أسماء مغربية بارزة في قوائم المدربين المتميزين، وهو ما يعكس نضوج كرة القدم المغربية على كافة الأصعدة.