الذهب يستعيد مكاسبه.. ترقب بيانات التضخم الأمريكية يعزز حركة السوق ويحفز المستثمرين

ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية والعقود الآجلة بعد فترة من التراجع، متأثرة بتقلبات قوة الدولار الأمريكي، في ظل ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية القادمة التي ستوضح مسار أسعار الفائدة المستقبلية ومدى تأثيرها على سوق المعدن النفيس.

ارتفاع سعر الذهب في المعاملات الفورية والعقود الآجلة وسط تقلبات السوق

شهد الذهب صعودًا ملحوظًا بنسبة 0.41% في المعاملات الفورية ليبلغ 4115.31 دولارًا للأونصة مع مطلع جلسة التداول في الرياض، حسب بيانات وكالة بلومبرغ، ويعزى هذا الارتفاع جزئياً إلى تصحيح الأسعار بعد التراجع السابق، كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.6% لتصل إلى 4132.20 دولارًا للأونصة، ما يعكس توقعات المستثمرين بدعم إضافي للمعدن النفيس في الفترة المقبلة.

تأثير قوة الدولار وأهمية البيانات الاقتصادية على أسعار الذهب

زاد مؤشر الدولار بنسبة 0.1% مقابل سلة من العملات الرئيسية، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة الذهب لحائزي العملات الأخرى، وفقًا لوكالة رويترز، ويأمل المستثمرون أن يعكس تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي الذي تأجل صدوره بسبب الإغلاق الحكومي استقرار التضخم الأساسي عند 3.1% خلال سبتمبر، حيث ستشكل هذه البيانات مؤشراً حاسماً لتوجهات أسعار الفائدة، وبالتالي لتوجهات سوق الذهب.

توقعات خفض الفائدة وتعزيز مكاسب الذهب التاريخية في 2024

يراهن المستثمرون على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل، مما يزيد جاذبية الذهب الذي لا يدر دخلًا، عبر تخفيض تكلفة الفرصة البديلة لامتلاكه، وأدى هذا التوقع إلى دفع سعر الذهب إلى ارتفاعات قياسية تجاوزت 56% منذ بداية 2024، حيث وصل المعدن النفيس إلى أعلى مستوياته عند 4381.21 دولارًا للأونصة، بتأثير من الظروف الجيوسياسية غير المستقرة ورهانات الأسواق على التحفيز النقدي وشراء البنوك المركزية.

المعدن التغير في المعاملات الفورية السعر الحالي (دولار للأونصة)
الذهب +0.41% 4115.31
الفضة -0.4% 48.31
البلاتين -1.4% 1598.65
البلاديوم -1.4% 1438.47

في المقابل، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعًا، حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.4% إلى 48.31 دولارًا للأونصة، والبلاتين بنسبة 1.4% إلى 1598.65 دولارًا، كما هبط البلاديوم بنفس النسبة إلى 1438.47 دولارًا للأونصة، ما يعكس تباين أداء المعادن مقابل قوة الذهب في ظل التحولات الاقتصادية الراهنة.

يظل اتجاه أسعار الذهب مرتبطًا بشكل وثيق بمستجدات السياسة النقدية الأمريكية وتطورات التضخم، فالتقارير القادمة والقرارات الفيدرالية تبقى المحركات الأساسية لأداء المعدن النفيس، وسط استمرار حالة عدم اليقين التي تدعم مكانة الذهب كملاذ آمن في الأسواق العالمية.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.