الذهب يرتفع عالمياً .. تجدد التوتر الجيوسياسي وترقب بيانات التضخم الأمريكية يعززان الأسعار

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس بأكثر من 1%، متجاوزة خسائر الجلستين السابقتين، حيث زاد الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية؛ بينما يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية المقرر صدورها غدًا بحثًا عن مؤشرات جديدة حول مسار أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

تطورات أسعار الذهب اليوم والخلفيات الجيوسياسية وتأثيرها

شهد الذهب في التعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 1.2% ليصل إلى 4143.80 دولار للأوقية، بعد تراجع ملحوظ في الجلسة السابقة قرب أدنى سعر خلال أسبوعين؛ كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب مع تسليم ديسمبر بنسبة 2.3% لتبلغ 4160.50 دولار للأوقية. وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 4381.21 دولار يوم الاثنين، لكن الجلسة التي تلتها سجلت أكبر هبوط في خمس سنوات. يعزى هذا الارتفاع الحاد إلى توترات جيوسياسية متصاعدة، منها العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا، التي استهدفت شركتي النفط لوك أويل وروسنفت، في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الإدارة الأمريكية إلى فرض قيود صارمة على صادرات تكنولوجيا البرمجيات إلى الصين، ردًا على حصار بكين لتصدير المعادن النادرة، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

الارتباط بين أسعار الذهب اليوم وتحركات التضخم وأسعار الفائدة الأمريكية

يبحث المستثمرون بترقب عن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي المقرر صدوره الجمعة، بعد تأجيله سابقًا بسبب الإغلاق الحكومي؛ حيث من المتوقع أن يظهر التقرير ثبات التضخم الأساسي عند 3.1% خلال سبتمبر. هذا المستجد مهم لأنه يحمل دلائل هامة عن توجهات مجلس الاحتياطي الاتحادي، الذي يتوقع معظم المحللين أن يتخذ قرارًا بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المرتقب الأسبوع القادم. الطبيعة الحساسة لهذا القرار تنعكس على أسعار الذهب اليوم التي غالبًا ما تستجيب إيجابيًا لانخفاض أسعار الفائدة؛ ذلك لأن الفائدة المنخفضة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، وهو معدن لا يدر عائدًا مباشرًا، مما يعزز جاذبيته كاستثمار آمن.

عوامل دعم استمرار ارتفاع أسعار الذهب اليوم وأداء المعدن النفيس خلال العام الحالي

ارتفعت أسعار الذهب بنحو 57% منذ بداية العام الحالي، وهو مكسب يُعزى بشكل رئيس إلى مزيج من التوترات الجيوسياسية المستمرة، والضبابية الاقتصادية التي تدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة، إلى جانب توقعات بعمليات خفض متكررة لأسعار الفائدة، ومشتريات متواصلة من البنوك المركزية. لا يمكن إغفال أن الدعم المتزايد للذهب جاء إثر الأحداث السياسية والاقتصادية التي شكلت ضغطًا على الأسواق المالية، مع استمرار التوترات بين القوى الكبرى وتأثيرها على سلاسل الإمداد والاقتصاد العالمي. وانعكس هذا على تحركات الذهب اليوم، مما جعله أكثر جاذبية لحفظ القيمة وسط ظروف ملائمة لمعدن آمن شديد الحساسية لمؤشرات السياسة النقدية والتغيرات العالمية.