يوم الطاقة العالمي.. مبادرة دولية لحماية الأرض وتعزيز مستقبل أكثر استدامة
يحتفل العالم بيوم الطاقة العالمي الذي يُوافق 22 أكتوبر من كل عام، لتسليط الضوء على أهمية الطاقة في حياتنا اليومية وتشجيع التحول نحو استخدام المصادر المستدامة والنظيفة، التي تضمن حماية البيئة وبناء مستقبل أكثر استدامة. مع تزايد استهلاك الطاقة عالمياً، يصبح من الضروري التوجه نحو تقنيات طاقة أكثر فعالية وذات أثر بيئي أقل، مما يحد من تدهور كوكب الأرض ويكافح تأثيرات تغير المناخ.
فهم أساسيات الطاقة وأشكالها المتعددة
الطاقة تُعد خاصية جوهرية في الكون، تتمثل في القدرة على إحداث تغييرات في الأجسام أو الأنظمة، سواء كانت حركية، حرارية، ضوئية أو كيميائية؛ إذ تعتمد الحياة والعمل على هذا المورد الحيوي. وفقًا لمبدأ حفظ الطاقة، لا تُفنى الطاقة ولا تُستحدث، بل تتحول بين أشكال مختلفة أو تنتقل من جسم إلى آخر، مما يجعلها عاملاً مستدامًا إذا ما اُستخدمت بشكل مسؤول. ضمن جميع أشكال الطاقة، تبرز الطاقة الكهربائية كأحد أهم أنواعها في حياتنا المعاصرة؛ حيث تنتج عن حركة إلكترونات تحمل شحنة سالبة بين نقطتين، ما يشغل العديد من الأجهزة والأنظمة الكهربائية، ويتميز بسهولة تحويله إلى أشكال طاقة أخرى.
أهمية يوم الطاقة العالمي في تعزيز الوعي بالطاقة المستدامة
أعلن عن يوم الطاقة العالمي عام 1949 تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف التشجيع على تحسين كفاءة استخدام الطاقة والبحث عن بدائل مستدامة لإنتاجها. تعزز هذا اليوم من وعي المجتمع الدولي بأهمية تطوير مصادر طاقة نظيفة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية التي تنتج نسبة كبيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ساهم المؤتمر الدولي للطاقة الذي عقد في النمسا عام 1998، والذي جمع خبراء وقادة من أكثر من 50 دولة، في وضع استراتيجيات لمواجهة أزمة الطاقة وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد.
التحديات المعاصرة لإتاحة طاقة مستدامة وشاملة للجميع
تواجه الطاقة تحديات مزدوجة تتمثل في ضمان وصول الجميع إلى طاقة متجددة ومستدامة، مع الحفاظ على صحة كوكب الأرض. جاء الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة ليؤكد ضرورة توفير طاقة حديثة وآمنة وبأسعار معقولة للجميع، عبر ثلاثة محاور رئيسية تشمل الوصول إلى الطاقة، زيادة حصة الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في جميع القطاعات. يتضمن ذلك:
- توفير خدمات الطاقة الأساسية بأسعار مناسبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية
- تعزيز نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي
- رفع كفاءة استخدام الطاقة للحد من استهلاك الموارد
- تحقيق استدامة في إنتاج واستهلاك الطاقة مع تخفيض الانبعاثات
تُعتبر هذه الخطوات أساسية لدفع التنمية الاقتصادية، تحسين الصحة والتعليم، ومكافحة الفقر، وهي تتماشى تمامًا مع رسالة يوم الطاقة العالمي التي تركز على صنع مستقبل أفضل وأكثر استدامة.
المصدر | النسبة في الإمدادات العالمية للطاقة 2023 |
---|---|
الوقود التقليدي (فحم، نفط، غاز) | 70% |
مصادر الطاقة المتجددة (شمس، رياح) | في تزايد مستمر ومن المتوقع أن تتصدر بحلول 2035 |
تُبرز هذه الأرقام أهمية مواصلة الجهود للتحول إلى الطاقة النظيفة، رغم الانخفاض التدريجي في نسبة اعتماد العالم على الوقود الأحفوري. هذا التحول هو السبيل الوحيد للحفاظ على بيئة صحية وضمان رفاه الأجيال القادمة.