مفاجأة ضخمة .. مصر تصدر 150 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى تركيا وتوسع أسواق الطاقة

منذ بداية أكتوبر 2024، تصدر مصر 150 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال لتركيا، مما يعكس تحركات نشطة في سوق الغاز الإقليمي خصوصًا مع تراجع الإنتاج المحلي؛ هذه الشحنة جاءت من مجمع إدكو للإسالة عبر سفينة الشحن “إنديورانس” التابعة لشركة توتال إنرجيز الفرنسية، وتعد الشحنة الثانية خلال الشهر نفسه في ظل تأكيد مصر على تعزيز حضورها في سوق الغاز الطبيعي المسال.

أهمية تصدير الغاز الطبيعي المسال لمصر وتأثيره على الاقتصاد

شهد شهر أكتوبر تصدير شحنات متتالية من الغاز الطبيعي المسال، حيث تم سابقًا إرسال شحنة بحجم 155 ألف متر مكعب إلى إيطاليا لصالح شركة شل؛ وتشكل هذه العمليات علامة فارقة في تحول مركز مصر من مستورد صافٍ إلى مصدر للغاز خلال العقد الماضي، رغم العودة لوضع المستورد الصافي في 2024 بسبب تراجع الإنتاج من الحقول القديمة وتأخر الاستثمار في الحقول الجديدة، ما أثر على توازن العرض والطلب المحلي والدولي. ويعزز هذا النشاط أهمية تصدير الغاز الطبيعي المسال كجزء محوري في استراتيجية مصر لتنشيط قطاع الطاقة وتنويع مصادر الدخل.

الخطط والاستثمارات لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي المسال في مصر

تسعى وزارة البترول المصرية لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي المسال من خلال عدة اتفاقيات مع شركات عالمية تهدف إلى زيادة عمليات التنقيب وتطوير الحقول، ويشمل هذا حفر 480 بئراً استكشافية بميزانية استثمارية تبلغ 5.7 مليار دولار على مدى السنوات الخمس القادمة؛ ويأتي في مقدمة تلك الخطوات حفر ثلاثة آبار جديدة بحقل ظهر خلال العام المالي الجاري، الذي يعد أكبر مشروع للغاز الطبيعي في البحر المتوسط. وقد تم تحقيق 18 كشفًا جديدًا للبترول والغاز بين يوليو وأكتوبر 2024، تم تحويل 13 منها إلى إنتاج بمعدل 14 ألف برميل زيت ومكثفات و44 مليون قدم مكعب غاز يومياً، ما يعزز آفاق تصدير الغاز الطبيعي المسال وتحسين المؤشرات الاقتصادية بما يخدم السوق المحلي والدولي.

استئناف أعمال الحفر في حقل ظهر وتأثيره على تصدير الغاز الطبيعي المسال

بعد فترة من التراجع والتأخير، استأنفت شركة إيني الإيطالية أعمال الحفر في حقل ظهر للغاز في البحر المتوسط خلال فبراير 2024، وذلك بعد تسوية متأخرات مستحقة لشركات أجنبية؛ ويعد حقل ظهر من أهم مصادر الغاز الطبيعي المسال لمصر، حيث يحتوي على احتياطيات تُقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة ويشغل حالياً بواسطة شركة بتروبل، مشروع مشترك بين إيني والهيئة المصرية العامة للبترول. على الرغم من انخفاض إنتاج الحقل إلى 1.9 مليار قدم مكعبة يومياً في مطلع 2024 مقارنة بذروته عام 2019، فإن عودة التنقيب والتنمية تشكل خطوة استراتيجية لاستقرار إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتعزيز قدرة مصر على التصدير في السوق الإقليمي والعالمي.