كوثر بن هنية تكشف.. الإحساس بالعجز الدافع الأول وراء «صوت هند رجب» ويحدث تغييرات مؤثرة

يُعد فيلم “صوت هند رجب” من أبرز الأعمال السينمائية التي نجحت في نقل مأساة الطفولة الفلسطينية وسط الحرب في غزة، حيث برز كرمز عالمي يُعبر عن الإحساس العميق بالعجز أمام المشاهد الأليمة؛ وقد تحدثت المخرجة التونسية كوثر بن هنية عن الدافع وراء هذا الفيلم الذي حاز على جائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية، وكيف أسهم في إحياء الإيمان بقدرة السينما على التأثير والمقاومة.

الدافع الإنساني وراء فيلم صوت هند رجب وتأثيره السينمائي

ركزت كوثر بن هنية في حديثها على المشاعر التي حفزتها لإنجاز فيلم “صوت هند رجب”، موضحة أن الإحساس بالعجز تجاه مأساة الطفلة الفلسطينية كان الدافع الأول لإنجازه؛ فقد ألهمها نداء الطفلة الذي سمعت فيه صرخة عاجزة تعبر عن أمل ضائع وسط دمار غزة، مشيرة إلى أن الفيلم لم يُتح له الوقت الكافي لإنتاجه سوى ثلاثة أسابيع فقط، ما يعكس شعورها بضرورة إيصال الصوت إلى العالم بسرعة. وشددت بن هنية على أن العمل لم يكن مجرد تسجيل صوتي أو سرد روائي فقط، بل مزج متقن بين الأسلوب الوثائقي والروائي ليتمكن المشاهد من العيش داخل اللحظة بكل وقعها وتأثيرها.

تحولات المخرجة كوثر بن هنية بعد نجاح فيلم صوت هند رجب وتأثيره العالمي

لم تكن التوقعات حول انتشار وتأثير فيلم “صوت هند رجب” تتجاوز الحدود، لكن ردود الفعل والنقاشات الحية في مهرجان البندقية أثبتت عكس ذلك؛ فقد تحدثت بن هنية عن شعورها بأن السينما قادرة على تحريك الضمائر بعد هذا العمل، وهو ما منحها شعورًا جديدًا بالأمل والدافع لاستكمال مسيرتها الفنية بثقة متجددة. هذا الإنجاز مثل نقطة تحول حقيقية في رحلتها الإبداعية، إذ أقلع الفيلم عن مجرد كونه سردًا قصصيًا ليصبح أداة فاعلة في المقاومة ونشر الوعي حول مأساة غزة.

أبرز معالم فيلم صوت هند رجب والقصة الواقعية التي يستند إليها

يروي فيلم “صوت هند رجب” قصة حقيقية لفتاة فلسطينية تبلغ من العمر ست سنوات، قُتِلت في يناير 2024 برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتها الهروب مع أسرتها من القصف في غزة؛ وتحول صوتها إلى رمز عالمي يعكس المعاناة الإنسانية في مناطق النزاعات. وأكدت المخرجة أهمية استخدام السينما كوسيلة مقاومة لنقل هذه الحقيقة، حيث يتناول الفيلم اللحظات الأخيرة في حياة هند بأسلوب يجمع بين التوثيق والروائي، محققًا تأثيرًا عاطفيًا قويًا على المشاهدين. كما شاركت بن هنية تطلعاتها المستقبلية بفيلم جديد يسلط الضوء على التراث التونسي في بدايات القرن العشرين، بعد أن اضطرت لتأجيله بسبب انشغالها بـ”صوت هند رجب”.