توازن السوق.. استقرار أسعار الذهب بعد تراجع عالمي حاد يؤثر على المستثمرين

شهدت أسعار الذهب استقرارًا خلال التداولات الآسيوية اليوم الأربعاء، بعد موجة بيع حادة أثرت عليه في وقت سابق من الجلسة إثر تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وارتفاع التوقعات بإحراز تقدم في المحادثات التجارية العالمية، مما خفّض من الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق.

تطورات أسعار الذهب وسط التوترات التجارية وتوقعات المستثمرين

ارتفع الذهب الفوري بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 4,127.95 دولار للأوقية، بعد أن هبط إلى أدنى مستوياته عند 4,003.39 دولار للأوقية في بداية الجلسة؛ كما شهدت عقود الذهب الآجلة الأمريكية صعودًا ملحوظًا بنسبة 0.9% لتسجل 4,144.51 دولار للأوقية. ويأتي ذلك بعد أن تعرض الذهب لتراجع تجاوز 5% يوم الثلاثاء، في أكبر انخفاض يومي له منذ عام 2020، وذلك على خلفية موجة جني الأرباح التي تلت الارتفاع القوي الذي سجله المعدن النفيس خلال الفترة الماضية، والذي كان مدعومًا بالمخاوف الجيوسياسية وتوقعات التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

تأثير التصريحات السياسية والاتفاقات التجارية الجديدة على أسعار الذهب

جاء التراجع الحاد في أسعار الذهب عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث فيها عن إمكانية التوصل إلى “صفقة جيدة” مع الرئيس الصيني شي جين بينج، مع إقراره في الوقت ذاته أن المحادثات قد لا تكتمل؛ هذه التصريحات ساهمت في تحسين معنويات السوق، وزيادة الاهتمام بالأصول عالية المخاطر، ما تسبب في تراجع الطلب على الذهب الملاذ الآمن. في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة “مينت” الهندية أن الولايات المتحدة والهند تقتربان من إبرام اتفاق تجاري جديد، يُتوقع أن يخفض الرسوم الأمريكية على السلع الهندية من نحو 50% إلى حوالي 15-16%، ما يعزز الروابط الاقتصادية بين البلدين ويدعم ميل المستثمرين لتحمل المخاطر عالميًا.

توقعات ومتابعات المستثمرين لما بعد حركة أسعار الذهب الحالية

يتابع المستثمرون عن كثب تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المتوقع صدوره يوم الجمعة، باعتباره عنصرًا محوريًا لتوجيه قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل؛ وهذا الأمر يحظى بتأثير مباشر على تحركات الذهب والأسواق المالية عمومًا. كذلك، يضيف الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، الذي استمر للأسبوع الثالث، حالة من عدم اليقين إلى الأسواق، نظراً لتعطل صدور بعض البيانات الاقتصادية الهامة، ما يؤثر في توجهات المستثمرين على المدى القريب.

أما على صعيد المعادن الأخرى، فقد شهدت الفضة ارتفاعًا طفيفًا بمقدار 0.4% لتصل إلى 48.93 دولار للأوقية بعد تراجعها الحاد بأكثر من 7% في الجلسة السابقة، وفقًا للبيانات الفورية، كما ارتفعت العقود الآجلة للفضة بنسبة 1.2% إلى 48.28 دولار للأوقية. وعلى النقيض، انخفضت عقود البلاتين الآجلة بنسبة 0.3% إلى 1,533.90 دولار للأوقية، في حين استقر النحاس عند 10,612.95 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، فيما شهدت العقود الآجلة للنحاس الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا بمقدار 0.2% إلى 4.96 دولار للرطل.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.