تضاعف غير مسبوق .. أسعار الذهب في اليمن ترتفع والجنيه يقفز 300 ألف ريال خلال شهرين

ارتفعت أسعار الذهب في اليمن بشكل غير مسبوق خلال 24 ساعة، مسجلة فارقًا هائلًا بنسبة 207% بين عدن وصنعاء؛ هذا الفارق الذي بلغ 1.088 مليون ريال يعادل قيمة شراء منزل متوسط في الريف اليمني، مما يشير إلى أزمة اقتصادية تهدد ملايين المواطنين. هذا الارتفاع الصاروخي أثار ذهول الناس وحذر المختصون من تداعيات قد تكون كارثية.

تباين أسعار الذهب بين عدن وصنعاء وأسبابه الاقتصادية

شهدت عدن ارتفاع سعر الجنيه الذهبي إلى 1.615 مليون ريال خلال يوم واحد فقط، مع زيادة قدرها 22 ألف ريال تعادل راتب شهرين لمعلمين، وهو فارق ضخم مقابل سعر الجنيه في صنعاء الذي بلغ 527 ألف ريال وجرام عيار 21 وصل إلى 68 ألف ريال فقط؛ هذا التفاوت الكبير يعكس حالة الغموض الاقتصادي العميق الذي تمر به البلاد. سالم الشامي، مواطن من عدن، عبّر عن شعوره بالصدمة مبينًا أن الأسعار أصبحت خيالية وغير قابلة للتحقق، خصوصًا مع اقتراب زواج ابنته الذي أصبح مهددًا بسبب استحالة شراء قطعة ذهبية.

الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على أسعار الذهب في اليمن

هذا الانفجار في أسعار الذهب ليست أزمة عابرة بل نتيجة تراكمية لسنوات من الحرب والأزمات المالية، حسب رأي الدكتور علي المؤيد، الخبير الاقتصادي اليمني، الذي أكد أن الفارق الكبير بين الأسعار في المناطق يعكس انهيارًا كاملًا في الثقة بالعملة المحلية. فقد سجلت عدن زيادة نقدية تراكمية تزيد على 200 ألف ريال منذ أكتوبر فقط، و300 ألف خلال سبتمبر الماضي، مما يجعل اليمن من بين الدول التي تعاني أعلى معدلات التضخم في العالم، وهو ما أثر بشكل مباشر على قيمة الذهب.

كيف أثر ارتفاع أسعار الذهب على حياة المواطنين والخدمات الاجتماعية؟

تأثير القفزة الجنونية في أسعار الذهب تجاوز الجانب المالي إلى الحياة اليومية للمواطنين؛ فمثلاً، أم محمد من تعز، كانت تخطط لشراء قطعة ذهب لابنتها العروس، لكنها اضطرت لتأجيل الشراء بسبب ارتفاع الأسعار السريع الذي تجاوز قدرتها على الادخار، وهو حال يتكرر مع كثير من الأسر. المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس باتت تُبسط وتؤجل، والذهب الذي كان رمزًا للفخر أصبح حكراً على الطبقات الثرية فقط. في صنعاء، أحمد الحاج، تاجر ذهب، وصف الوضع بأنه عالمان متقابلان، حيث يستفيد الأغنياء من الارتفاعات بينما تدفع الطبقات الفقيرة الثمن الحقيقي. هذه التوقعات تشير إلى أن الذهب قد يصبح رفاهية حصرية للنخبة، ما يزيد من الهوة الاقتصادية والاجتماعية في اليمن.