تجاوز التوقعات.. الصين تتصدر قائمة المستثمرين الأجانب في تملك العقارات البريطانية وتوسع نفوذها بقوة
تزايد ملكية العقارات البريطانية من قِبل المستثمرين الأجانب خلال السنوات الأخيرة، حيث تصدرت الصين قائمة الدول الأسرع نموًا في هذا المجال، مما يعكس تحولات مهمة في سوق العقارات بالمملكة المتحدة. هذا الاهتمام المتنامي من الصين يأتي في وقت يتصاعد فيه النقاش حول النفوذ الصيني وتأثيره السياسي داخل بريطانيا.
تصاعد ملكية العقارات البريطانية من المستثمرين الصينيين وتأثيراته
تشير بيانات حديثة صادرة عن هيئة السجل العقاري في بريطانيا إلى زيادة كبيرة في عدد العقارات المملوكة من قبل المستثمرين الأجانب، حيث ارتفع العدد من 186,403 في عام 2021 إلى 201,899 في أغسطس 2025، بنسبة نمو تصل إلى 8.3%، أي زيادة بأكثر من 15,000 عقار؛ وتتقدم الصين هذا المشهد بتحقيقها زيادة مذهلة بلغت 41% في العقارات المملوكة لمواطنيها من البر الرئيسي، مع إضافة 3,398 عقارًا خلال هذه الفترة، في حين لا تزال ملكيات سكان هونغ كونغ الأكبر حجمًا بين مالكي العقارات الأجانب داخل إنجلترا وويلز، بعد زيادة بقيمة 4,512 عقارًا ليصير إجمالي ممتلكاتهم 27,845 عقارًا.
الأبعاد السياسية والمخاوف المصاحبة لتوسع ملكية العقارات البريطانية من الصين
يأتي هذا الارتفاع في وقت تشهد فيه العلاقات بين بريطانيا والصين توترات واضحة بعد تراجع قضية التجسس على البريطانيين كريستوفر كاش وكريستوفر بيري، إذ أسقطت الحكومة التهم المتعلقة بالأمن القومي بسبب نقص الأدلة، مما أثار جدلاً سياسيًا واسعًا؛ حيث اتهم حزب المحافظين الحكومة بتجنب مواجهة تهديدات بكين، بينما أثارت تصريحات مسؤولين كبار، مثل رئيس الوزراء كير ستارمر، مزيدًا من الجدل إثر نشر وثيقة تضمنت اقتباسًا من بيان حزب العمال ما عمّق التوتر حول استغلال القضية سياسيًا.
توسع الاستثمارات العقارية البريطانية من جنسيات متنوعة وتحليل الآفاق المستقبلية
بعيدًا عن الدور الصيني، سجلت استثمارات جنسيات أخرى نموًا ملحوظًا في سوق العقارات البريطانية، حيث ارتفع عدد العقارات التي يمتلكها الإسرائيليون بنسبة 30.7%، بإضافة 674 عقارًا ليصل الإجمالي إلى 2,868، رغم التوترات الإقليمية المستمرة في الشرق الأوسط منذ أكتوبر؛ كما شهدت ملكيات الأمريكيين زيادة قدرها 1,926 عقارًا، لتصل إلى 13,731 عقارًا، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى تزايد طلبات الجنسية البريطانية من الأمريكيين، وفق تصريحات صادق خان، عمدة لندن السابق.
أما تركيا، فحققت نموًا بنسبة 47% بزيادة العقارات من 886 إلى 1,303، بينما نمت الملكيات النيجيرية بشكل يفوق 25%، كما امتد اهتمام المستثمرين الخليجين بقطاع العقارات البريطانية، حيث شهدت ملكيات مواطني الإمارات ارتفاعًا بمقدار 1,189 عقارًا ليصل الإجمالي إلى 11,879 عقارًا؛ وهذه الأرقام تأكيد واضح على استمرار جاذبية العقارات البريطانية للإستثمارات الأجنبية رغم التغيرات التنظيمية مثل فرض رسوم إضافية على المشترين غير المقيمين.
الجنسية | الزيادة في عدد العقارات | الإجمالي الحالي | نسبة النمو |
---|---|---|---|
الصين (البر الرئيسي) | 3,398 | غير محدد | 41% |
هونغ كونغ | 4,512 | 27,845 | غير محدد |
إسرائيل | 674 | 2,868 | 30.7% |
الولايات المتحدة الأمريكية | 1,926 | 13,731 | غير محدد |
تركيا | 417 | 1,303 | 47% |
نيجيريا | غير محدد | غير محدد | 25%+ |
الإمارات العربية المتحدة | 1,189 | 11,879 | غير محدد |
ظلت العقارات البريطانية ميدانًا استثماريًا جاذبًا لمختلف الجنسيات، ويتركز حضور المستثمرين الأجانب بشكل خاص في المدن الكبرى، لاسيما لندن، ما يجعلها وجهة مفضلة للاستثمارات طويلة الأمد، خاصة في ظل الأوضاع العالمية المتقلبة التي تدفع المتعاملين إلى البحث عن ملاذات آمنة. تتنوع الجنسيات وتزداد مساهمتها في سوق العقارات البريطاني، مما يعكس مدى تأثير الاستثمارات الأجنبية على القطاع العقاري بالمملكة المتحدة.