النفط يصعد بفعل مخاوف الإمدادات.. ارتفاع السعر يتجاوز 2% مع آمال في تحسن التجارة العالمية

ارتفعت أسعار النفط لأكثر من 2% في جلسة الأربعاء، مدفوعة بمخاوف متجددة من تعطل الإمدادات إضافة إلى آمال بإبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين يخفف من حدة التوترات التجارية. يأتي هذا الصعود في ظل تقدم الولايات المتحدة نحو شراء كميات نفطية بهدف إعادة ملء الاحتياطيات الاستراتيجية، مما عزز من التفاؤل في الأسواق.

مخاطر الإمدادات وتأثيرها على ارتفاع أسعار النفط

يُعد الخطر المحتمل لانقطاع الإمدادات في مناطق حساسة مثل روسيا وفنزويلا وكولومبيا ومنطقة الشرق الأوسط عاملاً رئيسياً يرفع أسعار النفط، إذ يرى خبراء أن استمرار هذه المخاطر يمنع بقاء الأسعار دون مستوى 60 دولاراً للبرميل، رغم وفرة الإمدادات وتراجع الطلب في بعض المناطق، حسب ما أشار إليه موكيش ساهديف، مؤسس شركة إكس أناليستس. بالتوازي مع ذلك، نشط المتعاملون في إعادة شراء عقود البيع على المكشوف، وهو ما ساهم في دفع الأسعار للارتفاع، كما قال توني سيكامور، محلل الأسواق في آي.جي أستراليا.

التوترات السياسية وتأثيرها على سوق النفط العالمية

لا تزال التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا تشكل عاملاً مهماً في تحركات أسعار النفط، خاصة مع الإجراءات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت سفناً في منطقة البحر الكاريبي بتهمة نقل المخدرات ضمن حملة مكثفة ضد “إرهاب المخدرات”. إضافة إلى هذا الصعيد، يترقب المستثمرون نتائج محادثات التجارة بين واشنطن وبكين، حيث من المتوقع عقد اجتماع مسؤولين في ماليزيا، وسط تصريحات متقلبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية انعقاد لقاء مع نظيره الصيني شي جين بينغ.

دور الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي في دعم أسعار النفط

تعمل الولايات المتحدة على تعزيز مخزونها من النفط الخام من خلال شراء مليون برميل بهدف تجديد الاحتياطي الاستراتيجي، ما يعكس محاولة للاستفادة من الأسعار المنخفضة نسبياً مؤخراً، وفق إعلان وزارة الطاقة الأمريكية. تدعيم المخزونات أضاف زخماً إيجابياً لأسعار النفط، بدعم من بيانات معهد البترول الأمريكي التي أظهرت انخفاضًا في مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي. كما أشار محللو إيه.إن.زد إلى أن هذه الخطوة تكسب النفط دعمًا ملموسًا وسط الأجواء الاقتصادية المتقلبة.

تمثل هذه التطورات خلاصة المؤثرات المتشابكة التي تدفع بأسعار النفط للارتفاع، حيث يتداخل تأثير المخاوف من الإمدادات مع عوامل سياسية وتجارية واستراتيجية دفعت السوق نحو مزيد من التوتر الحذر، مما دفع المستثمرين لمراقبة متغيرات عدة بعناية.