الفيلم التونسي «جاد» .. صرخة وعي قوية لإنقاذ قطاع الصحة بتفاصيل درامية مؤثرة

تسليط الضوء على واقع الصحة في تونس عبر الفيلم التونسي “جاد” يعكس أزمة حقيقية تفاقمت عبر السنوات الأخيرة، مستعرضًا هشاشة القطاع الصحي الحكومي وتأثيرها على حياة المواطنين من مختلف الطبقات الاجتماعية. يقدم الفيلم صورة مؤثرة تعكس معاناة المرضى والعاملين، في ظل نظام صحي يعاني من الإهمال والبيروقراطية.

تحليل نقدي لما يقدمه الفيلم التونسي “جاد” عن واقع القطاع الصحي الحكومي

يأخذنا فيلم “جاد” في رحلة عميقة داخل أروقة المستشفيات العامة في تونس، حيث يتداخل مصير مواطنين من طبقات اجتماعية مختلفة بعد تعرضهما لحوادث تستدعي العلاج في نفس المؤسسة الصحية. يعكس العمل السينمائي المعاناة اليومية التي يواجهها كل من المرضى والعاملين، ويظهر بوضوح ضعف خدمات الصحة الحكومية الناتج عن نقص الإمكانيات والتسيير البيروقراطي، بالإضافة إلى أن الفيلم يبرز مظاهر العنف الرمزي ضد المرضى، ما يزيد من تعقيد الأزمة الصحية. استلهم المخرج جميل نجار أحداث الفيلم من حادثة حقيقية لطبيب سقط داخل مصعد معطل في محافظة جندوبة، وكانت تلك الواقعة دافعًا قويًا لاستعراض قضايا النظام الصحي الحكومي بشكل صادق ومؤلم.

رسالة إنسانية واجتماعية من خلال الفيلم التونسي “جاد” لتعزيز وعي الصحة العمومية

يأتي فيلم “جاد” كصرخة وعي تسعى إلى تحسين واقع المستشفيات الحكومية في تونس، حيث أوضح الممثل محمد مراد أن عائدات الفيلم ستُخصص لدعم هذه المؤسسات الصحية، ما يعكس توجهًا إنسانيًا يسعى لتعزيز الخدمات العمومية. ويؤكد مراد تفضيله للأفلام التي تحمل رسائل اجتماعية هادفة، مشددًا على أهمية تسليط الضوء على مشاكل حقيقية تمس حياة الناس، بعيدًا عن الترفيه الخالص. وتمثل فكرة الفيلم دعوة لتغيير النظرة المجتمعية إلى المستشفيات الحكومية، ولإعادة الاعتبار لها بوصفها خط الدفاع الأول لحق الإنسان في العلاج والكرامة.

دور المخرج جميل نجار في تقديم الفيلم التونسي “جاد” كمشروع مجتمعي وفني متكامل

يُعد “جاد” أول عمل روائي طويل في مسيرة جميل نجار الإخراجية، حيث اختار أن يجمع بين الصدق الفني والمضمون الاجتماعي، موضحًا أن السينما لديها القدرة على أن تكون أداة للتغيير والمساءلة. ويشير المخرج إلى أن جائحة كوفيد-19 كشفت حجم النواقص في القطاع الصحي، مما جعل مراجعة بنية النظام الصحي حاجة ملحة، وتأكيدًا على دور المؤسسات العمومية في حماية صحة المواطنين. يعكس الفيلم هذه الرؤية من خلال سرد يركز على النضال من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية، مع تعزيز مفاهيم التضامن والإنسانية.

تعكس هذه التجربة السينمائية واقعًا مؤلمًا يحتاج إلى اهتمام وطني متجدد؛ إذ يستعرض الفيلم المأساة اليومية داخل المستشفيات العامة من خلال قصة شخصيات حقيقية، مما يحفز على استنهاض الجهود المجتمعية من أجل تحسين البنية الصحية، وتوجيه الدعم الضروري للمستشفيات الحكومية التي تواجه تحديات جسيمة.