الريادة المستدامة .. الإمارات تقود التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والمتجددة بخطوات متسارعة

تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أبرز الدول الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة على مستوى العالم، حيث تشهد تحولاً مستمراً نحو تعزيز استخدام مصادر الطاقة المستدامة بهدف تحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول 2050. يأتي ذلك في ظل استثمارات ضخمة ومشاريع استراتيجية متطورة تعكس حرص الإمارات على بناء مستقبل طاقي نظيف ومتوازن.

إنجازات الإمارات في مشاريع الطاقة المتجددة والتزامها بتحقيق أهداف الحياد المناخي

تعكس الاستثمارات الإماراتية في قطاع الطاقة المتجددة التزام الدولة بتوفير بيئة مستقرة للاستثمار ودعم تحقيق التنمية المستدامة، حيث تدمج الإمارات بين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة وفقًا لاستراتيجية الطاقة 2050 واستراتيجية الهيدروجين الوطنية 2050. يشمل ذلك سلسلة من المشاريع على مستوى الطاقة الشمسية، والطاقة النووية السلمية، ومبادرات تحويل النفايات إلى طاقة، مع دعم مستمر للتقنيات الحديثة لضمان إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة. وتشمل الخطط تعزيز البنية التحتية للطاقة وتوسيع الموارد النفطية والغازية بهدف ضمان أمن الطاقة وزيادة القدرة الإنتاجية، ما يرسخ مكانة الإمارات كمصدر موثوق للطاقة عالميًا.

سياسة الإمارات لدعم انتشار المركبات الكهربائية وتوسيع بنية الشحن

تسير الإمارات بخطى ثابتة في تطوير قطاع النقل المستدام عبر إطلاق سياسات وطنية تهدف إلى تشجيع استخدام المركبات الكهربائية والهجينة، مع تطوير آليات تسعير مخصصة لخدمات الشحن السريع والاعتيادي لتعزيز الاستثمار في البنية التحتية اللازمة. تعاونت وزارة الطاقة مع شركة الاتحاد للماء والكهرباء لتنفيذ مشروع “الإمارات لمحطات شحن المركبات الكهربائية” (UAEV) الذي يستهدف إنشاء شبكة شحن متطورة تغطي كامل الإمارات، مع خطط لزيادة عدد نقاط الشحن إلى 10 آلاف نقطة بحلول 2030، وطموحات لتوسيع ذلك إلى 30 ألف نقطة بحلول عام 2050. وتسعى الوزارة لوضع معايير تقنية موحدة لأجهزة الشحن ونشر دليل إرشادي لتركيبها.

التنافسية العالمية للإمارات وإنجازاتها النوعية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة

حققت الإمارات مراكز متقدمة عالميًا في سبعة مؤشرات تنافسية لقطاع الطاقة لعام 2024، حيث تصدرت مؤشرات الوصول إلى الكهرباء وموثوقية الإمدادات، وتبوأت المركز الأول عالميًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر وجاهزية سوق الهيدروجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما سجلت الإمارات مراكز متقدمة في استهلاك الطاقة الشمسية والبنية التحتية للطاقة، ما يعزز مكانتها الرائدة في مجال الطاقة النظيفة. تدعم هذه الإنجازات النمو الصناعي المرتبط بالبتروكيماويات والهيدروجين والأمونيا، الأمر الذي يساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستدامة الصناعية.

المؤشر الترتيب العالمي
الوصول إلى الكهرباء الأول
موثوقية الإمدادات الأول
الوصول إلى وقود الطهي النظيف الأول
القدرة التنافسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر الأول
جاهزية سوق الهيدروجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأول
نصيب الفرد من استهلاك الطاقة الشمسية الثاني
البنية التحتية للطاقة الخامس

تسير الإمارات وفق رؤية استراتيجية واضحة لمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف بحلول 2030، مع تقليل الانبعاثات وتسريع التوجه نحو الحياد المناخي في قطاعي الكهرباء والمياه، ورفع كفاءة الاستهلاك بنسبة تتجاوز 40%. كما تستثمر الدولة بشكل مكثف في تطوير البنية التحتية المتقدمة وتوظيف أحدث التقنيات لتحقيق إنتاج طاقة مستدام ومتجدد.

تجسد الإمارات نموذجًا فريدًا في دمج الابتكار والشراكات الاستراتيجية لتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة، حيث تجمع بين التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي، مستفيدة من بنية تحتية قوية تشمل محطات الطاقة النووية مثل براكة، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، بالإضافة إلى التعاون مع شركات عالمية رائدة.

تتداخل جهود الإمارات في تطوير مصادر الطاقة النظيفة مع مبادرات دعم النقل المستدام عبر توفير حلول نقل جماعي نظيفة وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية، ما يمهد الطريق نحو مدن مستدامة تعكس طموح الإمارات في حماية البيئة وتحسين جودة الحياة. تستمر الدولة في ترسيخ مكانتها كقائد عالمي من خلال تحقيق إنجازات نوعية، وتعزيز استثمارات هائلة قبضت على تطوير قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة، ومواجهة التحديات المناخية برؤية شاملة توازن بين التنمية الاقتصادية والبيئية.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.