التمرد الثقافي.. كيف يقود إغلاق المتاحف الحوثي معركة لتشكيل الوعي وتبديل الهوية؟

تواجه الهوية الوطنية اليمنية تحديات كبيرة منذ سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء عام 2014، حيث شرعوا في محاربة هذه الهوية ومحاولة محوها من العقول بشتى الطرق، وهو ما تسبب في صراع حاد بين الحفاظ على الهوية اليمنية وقوى تسعى لفرض رؤية جديدة تعتمد على تقديس ما يسمى آل البيت، وإلزام باقي المكونات الولاء لهم.

محاولات الحوثيين لتغيير الهوية الوطنية اليمنية وتأثيرها الثقافي

في سياق معركة الهوية الوطنية اليمنية، لم تبدأ التغيرات مع اجتياح صنعاء فقط، بل كان حسين بدر الدين الحوثي مؤسس الميليشيا يعمل سابقًا على التقليل من قيمة الحضارات اليمنية العريقة، إذ يستهجن في محاضراته رموزًا تاريخية مثل معبد الشمس وعرش الملكة بلقيس، معتبراً الاعتزاز بها تعظيمًا لرموز الوثنية والشرك، ومحاولة لإبعاد الناس عن هويتهم الإيمانية وجرهم نحو الجاهلية، ما أسهم في خلق هوة بين الهوية التاريخية اليمنية والهوية الدينية التي يحاول الحوثيون فرضها.

المتاحف الوطنية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية اليمنية في ظل الإهمال

تُعد المتاحف اليمنية ذاكرة حقيقية لتاريخ اليمن وحافظة لتراثه، حيث تنتشر 14 متحفًا أثريًا في مختلف المحافظات، من بينها المتحف الوطني في صنعاء الذي تأسس عام 1971 في قصر دار السعادة، ويضم أقسامًا متعددة تغطي الآثار القديمة والتراث الشعبي والآثار الإسلامية، إضافةً إلى المتحف الحربي الذي يوثق نضال الشعب اليمني ودور القوات المسلحة في التاريخ. مع ذلك، أدت الأزمة المالية التي تعاني منها الهيئة العامة للآثار والمتاحف إلى إغلاق المتحف الوطني ومتحف الموروث الشعبي نهاية أغسطس الماضي، ما أدى إلى تضاؤل فرصة الحفاظ على الهوية الوطنية اليمنية عبر هذه المؤسسات، في حين يبقى المتحف الحربي مفتوحًا نادرًا بسبب اقتصار الكهرباء والموارد المالية.

تهديد الهوية الوطنية اليمنية من خلال العبث بالوثائق والتراث التاريخي

تتعرض الهوية الوطنية اليمنية لخطر إضافي مع استيلاء الحوثيين على الوثائق والمخطوطات التراثية، إذ يسعى بعضهم لتزييفها أو إخفائها، نظرًا لعدائهم لماضي اليمن الذي يشتمل على فترات حكم الأئمة المليئة بالظلم، والتي لا يودون إعادة الاعتبار لها. ويشير الباحث سعيد قائد إلى أن المزايدة على الهوية الإيمانية لا تعني التخلي عن الهوية القومية، خاصةً أن اليمنيين اعتنقوا الإسلام في فجره، وساهموا في نشره عبر التاريخ، مما يعزز أن الحفاظ على الهوية الوطنية اليمنية وتاريخها المتنوع لا يتناقض مع الانتماء الديني.

اسم المتحف الموقع التأسيس الأقسام والمحتويات
المتحف الوطني صنعاء – دار السعادة 1971 الآثار القديمة، التراث الشعبي، الآثار الإسلامية
متحف الموروث الشعبي صنعاء – دار الشكر التراث الشعبي اليمني
المتحف الحربي صنعاء – ميدان التحرير 1984 تاريخ النضال العسكري والتاريخ الإسلامي والعربي

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.